-
ماذا في لقاء سعيد/ماكرون…!!؟؟
-
دور استراتيجي لمطار جربة و ميناء جرجيس…!!!
تونس – “الوسط نيوز” : كتب مصطفى المشاط
تزامنا مع تعالي أصوات الحرب في ليبيا و حالة ترقب كبرى تسود المتوسط – و فرنسا و مصر و روسيا يعلنون “النفير” – يؤدي الرئيس قيس سعيد اليوم و غدا زيارة إلى فرنسا… هي أقرب إلى الاستدعاء…!!!
و فيما يمثل الملف الليبي المحور الأساسي و ربما الوحيدفي لقاء الرئيسين ماكرون و سعيد، يمكن تلخيص الوضع اليوم في المتوسط في مواجهة الأحلام العثمانية للرئيس التركي أردوغان الذي يسعى إلى احياء أمجاد الامبراطورية العثمانية التي كانت “لا تغيب عنها الشمس” بعد أن نجح سلاطين بنو عثمان إلى السيطرة على أجزاء واسعة من أوروبا الشرقية فاردوغان دخل ليبيا ليس من أجل عيون الشعب الليبي و الدفاع عن “الدولة المدنية” كما يردد أنصار حكومة الوفاق حتى من التونسيين بل من أجل السيطرة على حقول الغاز والنفط وجعل تركيا دولة عظمى في حوض المتوسط وفي أفريقيا ومنافسة فرنسا التي تسيطر على أجزاء كبيرة من أفريقيا مثل تشاد و مالي و النيجر و لها فيها قوات وعتاد.
و ستحدد مدينة سرت التي طلب أردوغان بكل صفاقة من الجيش الليبي الانسحاب منها مصير هذه المعركة التي دخلتها تركيا غير عابئة بعواقبها لأنها ستغير المعطيات الجيو سياسية في المتوسط وأفريقيا فالاستيلاء على سرت يعني الدخول للجفرة و فزان و بالتالي السيطرة على الهلال النفطي و منافسة فرنسا في النفوذ في غرب أفريقيا و هو ما لن تسمح به فرنسا ولا مصر المهدد امنها القومي ولا روسيا وهي التي جلبت طائرات سيخوي لمواجهة مع تركيا.
هذه المواجهة التي قد تندلع خلال ساعات ربما سيحددها موقف الناتو الذي لن يقبل بهذا الصلف التركي فلئن كانت تركيا تعتبر نفسها اليوم ربما غير معنية بعضوية الناتو بأعتبار نفوذها المتزايد في سوريا والعراق واخيرا ليبيا فإن بقية أعضاء الحلف الأطلسي لن يسمحوا لها بهذا التوسع في منطقتي المتوسط و أفريقيا و بالتالي قد يقوم بقية الاعضاء ومنها الولايات المتحدة الأمريكية بعملية تقليم اظافر للسلطان العثماني الجديد كما أن سعي تركيا لتكون الناطق الرسمي باسم العالم الإسلامي الذي كانت تقوده إلى حدود اعلان الجمهورية في 1928 على يد كمال اتاتورك لن يمر بسلام.
أمواج المتوسط الهادئة عادة في فصل الصيف ستكون متحركة جدا بل سماؤه أيضا و سيكون لتونس دورا محددا في هذه الحرب فتركيا محاصرة في المتوسط ولا تستطيع إرسال سفن السلاح و المرتزقة عبر المتوسط بسبب الحراسة الأوروبية المشتركة على سواحل ليبيا كما أن أستعمال المطارات التي سيطرت عليها مثل معتيقية او الوطية الجوية فيه خطر لان سلاح الجو المصري المعروف بنجاعاته وضرباته الجوية سيكون في أنتظار طائراتها التي قد يقصفها في اي لحظة لذلك سيعمل اردوغان على أستعمال المطارات التونسية خاصة في جربة ومطماطة وميناء جرجيس لتمرير السلاح و هو ما نعتقد ان قيس سعيد لن يوافق عليها و لن يوافق على أن تكون تونس طرفا في هذه الحرب التي يقودها السلطان العثماني أردوغان في ليبيا.
و فرنسا تسعى من خلال دعوة الرئيس قيس سعيد إلى تحييد تونس بعدم السماح لاردوغان بالمرور منها. انها الحرب التي ستكون محددة لمصير جنوب المتوسط علما ان مدينة سرت سقطت على بابها القوات الأمريكية التي اطردها الليبيون الذين واجهوا الصلف الإيطالي و منعوا القواعد الأمريكية و يواجهون اليوم من جديد صلف السلطان العثماني.