أونيفار نيوز ثقافة كتب نورالدين بالطيب
انتهت المهرجانات الصيفية تقريبا دون أن يتغير وضع البنية الأساسية في معظم المدن والقرى التونسية التي تفتقر لمسارح الهواء الطلق رغم أن فيها مهرجانات تجاوزت دوراتها الثلاثين بل هناك مهرجانات دولية كبرى ولها شهرة واسعة ومع ذلك تفتقر لمسارح هواء طلق بسبب تقاعس وعدم جدية المجالس البلدية المتعاقبة .
ومن النماذج التي تستحضرني في هذا السياق مهرجان المنستير الدولي الذي يقام في قصر الرباط وهو فضاء غير مهيئ لاستقبال نوعية العروض التي يقدمها المهرجان وكان من المفروض في مدينة سياحية تعد من أجمل مدن تونس أن يكون فيها مسرح هواء طلق لكن بلدية المنستير تتجاهل هذا المطلب منذ سنوات طويلة وتحول قصر الرباط إلى فضاء للمهرجان رغم أنه غير قادر على تحمل جمهور بعض العروض الكبرى التي تلقى أقبالا كبيرا من الجمهور .
والمثال الثاني هو مهرجان قابس الدولي المحروم من فضائه مسرح الهواء الطلق الذي تم منع العروض فيه لعدم صلوحيته منذ سنوات لكن لم يتم تدارك الأمر بترميمه ويقام المهرجان منذ سنوات في المعرض التجاري وهذا ما أفقد المهرجان الكثير من أشعاعه وجمالية عروضه .
مدن أخرى كثيرة في مختلف جهات البلاد تفتقر لمسارح هواء طلق منها دوز وتطاوين ومدنين وغيرها .
فهل يعقل في بلاد فيها مسارح تعود إلى آلاف السنوات مثل سبيطلة ودقة واوذنة وقرطاج والقصرين أن تعجز بعض البلديات بل معظم البلديات على أنجاز مسارح للهواء الطلق ؟!
إن البلديات هي المسؤول الأول عن هذا التقصير لكن لوزارة الثقافة مسؤولية أيضا فيفترض أن تتوقف عن دعم مهرجانات بلا فضاءات محترمة تتوفر لها كل الشروط الفنيةولتكن مسألة مسارح الهواء الطلق هي الأولوية في كل جهات البلاد فماجدوى مهرجانات تقام في مدارس أو معاهد ثانوية أو في بطحاء أو في معارض تجارية !
من المفروض القطع مع ثقافة ” دز تخطف ” و” برا هاكاكة ” وعلى البلديات أن تتحمل مسؤوليتها!