المعلن أن فرنسا قد استدعت سفيرها لدى إيطاليا على خلفية اجتماع «لويجي دي مايو» نائب رئيس الوزراء الإيطالي و زعيم حركة «خمس نجوم» بالمحتجين من أصحاب “السترات الصفراء” الذين يتظاهرون منذ أسابيع ضد الرئيس «ماكرون»، ليعلن «دي مايو» بعدها أن “رياح التغيير تخطت جبال الألب…ثم وجه أصابع الاتهام إلى فرنسا متهما «باريس» بترسيخ الفقر في أفريقيا والتسبب في تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة إلى أوروبا…
ثم صرح بعده «ماتيو سالفيني»، و هو نائب آخر لرئيس الوزراء الإيطالي و يصرح قائلا : ” ان فرنسا تنتزع الثروات من افريقيا بدلا من مساعدة الدول على تطوير اقتصادها”.. و كأن إيطاليا كانت تبيع في السبح في ليبيا في العهد الاستعماري..!
بينما حقيقة الأمر أن الخلاف الفرنسي الايطالي و تعارض المصالح بينهما على اقتسام الثروات و مناطق النفوذ في ليبيا هو السبب الحقيقي و الجوهري لاحتدام الخلاف بشكل علني لدرجة التراشق اللفظي بين مسئولي الدولتين، فايطاليا و التي لا تزال تراهن على مليشيات قطر و تركيا فى طرابلس (المربع الأزرق فى الخريطة و هي كل ما يسيطر عليه هؤلاء الآن فى ليبيا يبدو انها لا تزال تراهن على الحصان الخاسر…
فعلى الأرض نجد أن الجيش الوطني الليبي (حفتر) قد أحكم سيطرته على «حقل الشرارة» النفطي في جنوب غرب ليبيا قرب الحدود بين ليبيا و الجزائر، بعد إعلان الجيش الليبي في شهر ديسمبر الماضي عن عملية عسكرية بجنوب غربي البلاد ضد مجموعات مسلحة، أغلبها تشادية، كانت قد تسللت إلى الأراضي الليبية على خلفية انهيار مؤسسات الدولة فيها، و بعدها أكدت كتيبة «طارق بن زياد» التابعة للقوات المسلحة الليبية سيطرة قوات اللواء 73 مشاة بقيادة اللواء على صالح القطعانى على حقل الشرارة، مشيرة إلى سيطرته على الحقل النفطى بشكل كامل و «حقل الشرارة» هو أكبر حقول النفط في ليبيا، بما يعني أن السيطرة الميدانية شرقا و جنوبا، و جنوب غرب، صارت شبه محسومة للجيش الوطني الليبى، و لم يتبق للارهابيين سوى المربع الشمالي الغربي فقط .
و هذا الموقف المتقدم للجيش الليبي على الأرض هو ما دفع الارهابي «خالد المشري» رئيس ما يسمى بمجلس الدولة الأعلى في حكومة الوفاق بطرابلس العاصمة في الغرب إلى الهرولة إلى الولايات المتحدة طالبا العون و المساعدة و ليصرح من هناك بكل صراحة و وجع متهما كلا من مصر و الإمارات بتعطيل المسار الديمقراطي في ليبيا، داعيا الولايات المتحدة إلى استخدام نفوذها الدولي لكف أيدي القوى الاقليمية في الشأن الليبي، فيصدمه «ترامب» بقوله إنه لا شأن للولايات المتحدة بما يحدث في ليبيا….
انيس شوشان