عكس كل التوقعات و التعهدات انهار هشام المشيشي أمام وديع الجريء و سمح له بأن يواصل ارتهان الرياضة الشعبية الأولى في تونس لرغباته من خلال إنطلاق النسخة الجديدة لبطولة تونس لكرة القدم هذا اليوم. هشام المشيشي اتخذ قرارا يتناقض مع قرار اللجنة الوطنية العلمية و مواقف وزيري الشباب والرياضة و الإدماج المهني و الصحة علاوة على أنه نكث عهدا قطعه لأبناء مدينة الشابة بأن لا تذهب حقوق جمعيتهم هدرا و في ذلك دليل على ضعف رئيس الحكومة من ناحية و على أن وديع الجريء يحظى لحد الآن بدعم يطرح أكثر من سؤال من راشد الغنوشي الذي سبق أن انقذه.
و اذا ما تعتبر بطولة كرة القدم أهم مسابقة رياضية في تونس و هو ما جعلها محل اهتمام و لا تخلو انطلاقتها من إهتمام و من أجواء احتفالية و لكن عبث رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء بكل ما له علاقة بالرياضة الشعبية الأولى جعل العودة الرياضية حزبنة و كئيبة إلى أبعد الحدود و أشبه بنشاط يمارس بشكل سري و غير قانوني في ظل المظلمة التي تعرضت لها جمعية الهلال الرياضي الشابي و التي لازمت حيالها حكومة هشام المشيشي صمت العاجزين.
في حين حاول راشد الغنوشي كعادته الركوب على الحدث في آخر لحظة للتفصي من المسؤولية و لكنه فشل تماما كما يفشل في إخفاء الدور الخطير الذي لعبه و حركته في تدمير الرياضة الشعبية الأولى في تونس من خلال ما منحه من حماية مطلقة لوديع الجريء الذي جعل من كرة القدم أداة فساد و نشر للجهويات و الأحقاد بين أبناء تونس خدمة لما يريده رئيس حركة النهضة من نشر للفتن و الانقسام علاوة على أن حركة النهضة حاولت وضع يدها على أهم الجمعيات الرياضية فساهمت من خلال التغطية على عبد السلام اليونسي في تدمير صرح رياضي شامخ هو النادي الإفريقي و أودت بالشبيبة الرياضية القيروانية و نادي حمام الأنف إلى الأقسام السفلى بعد أن فرضت رؤساء من المنتسبين لها ففشلوا في التسيير و أثبتوا أن النهضة هي أداة ضرب العراقة لتكريس اللقاطة.