هل تكون حكومة المشيشي هي الخطاف الذي سيصنع الربيع التونسي بعد عشر سنوات من الفشل و الأخفاق؟
هذا هو السؤال الذي يتبادر للتونسيين الذين ملوا من تجاذبات الأحزاب و هيمنتها على المشهد السياسي و على الحكومات المتعاقبة التي لم تحقق شيئا للتونسيين بل كانت وراء ضياع الكثير من المكاسب مثل توقف أنتاج الفسفاط والنفط وتفليس المؤسسات العمومية لذلك ينتظر التونسيون حكومة جديدة تضع حدا لنزيف المالية العمومية كما قال هشام المشيشي و تحافظ على المؤسسات العمومية التي كانت الحكومة تستعد للتفويت فيها لولا معارضة الاتحاد العام التونسي للشغل.
لكن نجاح هشام المشيشي لا يمكن أن يبنى على النوايا فقط فعليه أن يملك رباطة الجأش كما يقول الزعيم الحبيب بورقيبة وأن تكون له الكاريزما اللازمة التي تقنع المواطن التونسي وأن يطبق القانون على الجميع بكل شفافية وصرامة وأن تكون محاربة الفساد حقيقة وليست مجرد شعار لأبتزاز رجال الأعمال و المشيشي مطالب وفي وقت سريع في إعادة النظر في التعيينات التي قامت بها حركة النهضة طيلة عشر سنوات التي كانت خلفيتها الولاء وليس الكفاءة وخاصة في المواقع الحساسة في الوزارات و المؤسسات العمومية كما يجب أن يتوقف سيل الهروب من العقاب والتمرد على الدولة في بعض الجهات فلا تنمية في ظل الفوضى ولا ديمقراطية في ظل غياب تطبيق القانون.
هذه الخطوات هي سر نجاح هشام المشيشي ومالم يقم بهذه الخطوات وبسرعة لأحياء الأمل الذي أفتقده التونسيون فسيكون مصيره الفشل كغيره من رؤساءالحكومات المتعاقبين فتونس لم تعد تحتمل انتشار ثقافة اليأس وإذا قام المشيشي بالخطوات اللازمة فسيجد مساندة واسعة من الشارع التونسي و إن لم يفعل فستكون الخيبة والأحباط هما مصير التونسيين الوحيد للأسف.