-
خسر الرئيس… فقد الشارع… و قضى على مسقبله…!!!
تونس – “الوسط نيوز” – القسم السياسي
في ظرف زمني وجيز للغاية… خسر المشيشي الكل… وذابت “مكاسبه”. فقد سحبت الحكومة مشروع تنقيح الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري تزامنا مع تقديم كتلة إئتلاف الكرامة لمشروع تنقيح المرسوم 116 الذي أجمع كل الفاعلين في القطاع الإعلامي على رفضه واعتباره مشروعا خطيرا من شأنه ان يفتح الباب للارهابيين وأصحاب الثروات المشبوهة لتأسيس محطٌات أذاعية وتلفزيونية قد تتحوٌل إلى منصات لنشر التطرٌف وتبييض الإرهاب.
وقد كانت نقابة الصحفيين والنقابة العامة للإعلام وبعض الجمعيات الناشطة في المجتمع المدني أدانوا مشروع تنقيح المرسوم واعتبروه خطرا على الأمن القومي.
ائتلاف الكرامة قدٌم هذا المشروع نيابة عن حركة النهضة وقلب تونس المستفيد الأكبر من هذا التنقيح الذي سينهي التتبعات القانونية لقناة نسمة التي يملكها نبيل القروي حليف النهضة الجديد وحليف أئتلاف الكرامة.
هشام المشيشي من خلال سحبه لمشروع الحكومة السابقة الذي تم اعداده بالتنسيق مع الهياكل المهنية أكد توجهه الجديد فهو في خدمة الأئتلاف البرلماني الذي تقوده حركة النهضة وعلى خطى يوسف الشٌاهد تحوٌل المشيشي إلى رهينة بيد حركة النهضة وسيكون التحوير الوزاري القادم ترجمة لهذا التحالف فهو لا يستطيع إلا الاستجابة لشروط حركة النهضة حتى لا يكون عرضة لسحب الثقة. فأستمراره في القصبة لن يتحقق دون رضا الأئتلاف البرلماني وحركة النهضة تحديدا العمود الفقري لهذا التحالف وهكذا لن تكون الحكومة الجديدة حكومة تكنوقراط ومستقلين بل ستكون حكومة تنفيذ توجهات وتعليمات الإئتلاف البرلماني . وهكذا تعيش تونس مرة أخرى نفس السيناريو الذي عاشته مع يوسف الشٌاهد .
وبأختياره لحلفائه الجدد يكون المشيشي قد أنتهى قبل أن يبدأ إذ سيخسر ثقة الشارع الذي كان يأمل خيرا في حكومة بدون أحزاب لكن المشيشي عاد من جديد للأحزاب ليحمي نفسه ويثبت أقدامه في القصبة حتى وان كان ذلك على حساب مصالح البلاد وأحلام التونسيين الذين تفاءلوا به وهكذا خسر المشيشي في لمح البصر كل شيء… وربحت النهضة لكن ألا يتساءل المشيشي عن مصير كل الذين راهنوا على حركة النهضة وخرجوا من الباب الصغير بدءا من محمد مزالي مرورا بنجيب الشابي مصطفى بن جعفر منصف المرزوقي وصولا إلى الباجي قايد السبسي و يوسف الشٌاهد ؟