وضعية الاستعصاء التي دخلتها تونس في العشرية الأخيرة تتأكد يوما بعد يوم… أصبح إتخاذ إجراءات تتجه نحو المستقبل صعبا بقدر صعوبة استعادة ماض قريب تحول رغم سلبياته إلى حلم و نموذج.
و في ظل هذه الوضعية تحولت علاقة الحكومة و المسؤولين عن الحكم بالتونسيين إلى استنساخ مؤلم لقصة طباخة الحصى التي توهم أبناءها أنها تعد لهم اكلا لن ينضج لأنها تغلي في القدر حصى حتى يأخذهم النوم لأن الجوع و الإنتظار و البرد يصيبهم بالإرهاق.
وضعية الإنتظار التي يعيشها التونسيون لا تختلف عن وضعية أبناء طباخة الحصى إلا في أن ما يتهددهم ليس الجوع فقط بل الموت نتيجة تفشي الكوفيد و أن طباخة الحصى كانت فقيرة في حين أن الذين يطبخون الحصى حاليا للتونسيين و التونسيات يراكمون الثروات بلا حسيب و لا رقيب…!!!
و يبدو أن الوضع السياسي الحالي قد تحول إلى تجسيد لما يمكن اعتباره استنساخا للاءات الثلاث العبثية.
أول اللاءات ترفع حاليا أمام استيراد اللقاح الخاص بوباء الكوفيد .و إذا كانت الحكومة لا ترفع لاءها بشكل صريح فإن أسلوب التسويف و المماطلة يؤدي إلى نفس النتيجة رغم أهمية توفير اللقاح في إيقاف المنحى التصاعدي لتفشي الوباء و في توفير شيء من الارتياح النفسي المطلوب من أجل إستمرار الحياة.
و أما اللاء الثانية فقد رفعت البارحة في وجه تحوير حكومي وقع الترويج له بقوة في الأيام الأخيرة و ألغى من أجله رئيس الحكومة هشام المشيشي مشاركته في قمة الكوكب التي اختضنتها باريس نهاية الأسبوع الفارط عله يعلن عن فحواه مطلع هذا الأسبوع و لكن عوض هذا الإعلان جاءت تصريحات تفيد أن إجراء التحوير قد تأجل إلى حين توفر ظروف أخرى قد تأتي أو لا تأتي لتتهاوى كل التبريرات التي حاولت الايهام أن إجراء التحوير يخضع لمنطق تقييم الأداء و ليتأكد الجميع أن منطق المحاصصة و التموقع و ” الغنيمة ” هو الذي يحكم ” اللعبة السياسية ” في تونس.
و أما اللاء الثالثة فإنها ترفع أمام حوار وطني هناك إختلاف حول جدواه و تظاهر حول الإتفاق على ضرورته في الوقت الذي يقع العمل في الكواليس على عدم انعقاده بل تصل الازدواجية في هذا المستوى إلى درجة أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي المنزعج من الحوار الوطني يعتبر أن الوضع الحالي لا يحتمل إلا الحوار أو الاقتتال و هذه المقايضة تكشف أن حركة النهضة قد أصبحت لا تفكر إلا في الاختفاظ بالحكم حتى و إن لجأت للعنف إن اقتضى الأمر ذلك…
وفي الأثناء اقتصر “تناغم” قيس سعيد … على النائبة سامية عبو التي استقبلها ليعلمها “جهله” بالتحوير الوزاري .
فكيف سيتصرف رئيس الجمهورية في حالة حصول التحوير … هل يرفض أداء اليمين أمامه…!!؟؟؟