تونس -اونيفار نيوز-حول ما يجري داخل الاتحاد كشف الناشط السياسي عزالدين البوغانمي ان أزمات الاتحاد السّابقة مختلفة عن الأزمة الحالية اختلافا نوعيًّا.
فكما هو معلوم، تاريخيًّا كانت الأزمات مُسلّطة على الاتحاد من خارجه، وأسبابها موجودة في معسكر الحكم. ولذلك السّبب ظلّ الصّدام مع السّلطة، في كلّ مرّة، مرفوقًا بتعاطف شعبي عارم، وبالتفاف النقابيين حول القيادة.
أزمة اليوم مختلفة، لأنّ أسبابها نابعة من داخل المنظّمة. وهذا أدّى، وكان لابدّ أن يؤدّي، إلى استنزاف سمعة الاتحاد، حتى لا تكاد تسمع مواطنا واحدا يتكلم باحترام عن المنظمة.
ومع الأسف تعقدت الأزمة لأن القيادة الضعيفة الحالية قرّرت تصريف أزمتها على نحو خاطئ، بحيث افتعلت أزمة أخرى مجانية إذ جرّت الاتحاد إلى صفّ جبهة الخلاص الضيق، في محاولة لإخفاء الأزمة الداخلية بالأزمة العامة. وهكذا استمرّت ليس فقط في إتلاف هيبتها كقيادة، بل في تحطيم مكانة المنظمة. فتواصلت الانسلاخات وعمّت حالة اكتئاب جماعي وعطالة نضالية لم يسبق لها مثيل.
لذلك الحل الوحيد يكمن في النّزول من على الشجرة، ومعالجة الأزمة بوصفها أزمة داخلية. وطبعا هذا يتطلّب فطنة ويتطلب شجاعة ولا يتطلب الغطرسة.
في علاقة بالدولة، وكون السّلطة استثمرت وستستثمر في حالة الهوان والانقسام والتصدّع، هذا طبيعي. لكن ليس من الحكمة أن ترمي بِنفسك أعزلًا ضعيفًا في عرض البحر، ثمّ تُطالب القِرْش بأن يَهابَك .