أونيفار نيوز ثقافة – كتب نورالدين بالطيب ودعت تونس في ساعة مبكرة من فجر اليوم الفنان التشكيلي لمين ساسي (1951)بعد معاناة مع المرض لم تمهله طويلا ليترك فراغا كبيرا في المشهد التشكيلي التونسي الذي كان واحدا من أبرز أعلامه منذ تخرجه من معهد الفنون الجميلة سنة 1974 ومنذ معرضيه الأول والثاني في قاعتي الأخبار والتصوير أواخر السبعينات ومطلع الثمانينات بعد عودته من باريس وأقامته في حي الفنون بباريس .
كان ساسي من الذين تمردوا منذ البداية على مجموعة مدرسة تونس وأنحيازه للمجموعة التي قطعت مع تشخيص مدرسة تونس لبناء نمط فني مغاير وكان أستاذه في مدرسة الفنون الجميلة بتونس المرحوم رفيق الكامل قدوته مع رفيق دربه الراحل فوزي الشتيوي إذ شكلا ثنائيا بارزا على خطى ” المنشقين ” مثل الحبيب بوعبانة الذي كان يعتبره ساسي ” الماتر ” ومحمود السهيلي وشلتوت .
في عالم لمين ساسي تحضر المرأة والطبيعة والوجوه والمدينة في مختلف تجلياتها فلمين ساسي كان فنان الشوارع والحياة النابضة والأمطار كان أحد وجوه شارع الحبيب بورقيبة الذي لم يغب عنه إلا عندما أشتد به المرض في الأشهر الأخيرة .
لمين لم يهتم في حياته بغير الرسم وكان على غرار بوعبانة يعيش من الرسم ومن أبداعه بعد أن هجر الوظيفة ( التعليم ) فهو كما يقول خلق للحرية وكان يضيق ذرعا بالأجراءات الإدارية والبيرقراطية .عاشقا لموسيقى الثلاثينات مثل القصبجي وصالح عبد الحي وغيرهما فمجلس لمين ساسي في مقاهي العاصمة وحاناتها ومطاعمها هو مجلس فني بأمتياز يتصدره لمين بسخريته اللاذعة وأغانيه دون نسيان عشقه ل ” المشموم ” ورغم حياته الطويلة في العاصمة التي ولد فيها كان ساسي دائم الأستحضار لجذوره البدوية وخاصة عشقه للصيد البري والفروسية .
سيفتقد شارع بورقيبة وأشجاره وعصافيره عنوانا رئيسيا من عنوانه …لمين ساسي سيد الألوان …وداعا !