- قُدْرة كبيرة على الإنْصَات… هِوَايَتُهُ الصمت…
تونس – أونيفار نيوز غموض زاد في تغذية أكثر القراءات ابتعادا عن المنطق عقب “إلحاق” الفريق بقصر قرطاج في مهمة ظاهرها استشاري و باطنها “علاجي” على ما يبدو في ظل عودة الحديث عن الملف الصحي لرئيس الجمهورية و تزامنا مع أزمة اقتصادية اجتماعية حادة مَحْبُوكَة… بِحِنْكَة….!!!
و لا شك أن الفريق مصطفى الفرجاني يملك من الكفاءة و الامكانيات ما يمكن أن يجعله طبيبا شخصيا متميزا لرئيس الجمهورية خاصة و أنه مختص في الإنعاش.
دور متقدم لطبيب قرطاج يذكرنا إلى حد كبير بما عرفه القصر مع الدكتور عمر الشادلي زمن بورقيبة… والدكتور محمد قديش زمن زين العابدين بن علي…!!! و أما الدور ” العلاجي ” على مستوى أوسع فإن ذلك يبدو صعبا لأن مصطفى الفرجاني قد لا يتاح له ابداء الرأي مع رئيس لا يريد أن يرى إلا ما يرى هو . هناك ، حسب شخصية زاملت مصطفى الفرجاني مهنيا ، نقطة التقاء بين مصطفى الفرجاني و قيس سعيد و تتمثل في أنهما لا يميلان كثيرا إلى مسايرة الآخرين و غالبا ما يتخذون قرارات عكس التيار .
و لكن مع فوارق كبرى في الاسلوب .ذلك أن مصطفى الفرجاني منصت جيد لمن يحضر معه في الإجتماعات و لا يدفع في اتجاه قرار يناقض التوجه العام إلا بعد أن يطلب الكلمة و يشرح بطريقة مقنعة موقفه. و لم يفت محدثنا أن يشير إلى أمرين و هما ما يميز مصطفى الفرجاني من لباقة غالبا ما تبهر مستمعيه و ايضا أن قراراته غالبا ما تكون ، عند التنفيذ، ذات مردودية عالية و هو ما تجلى في المعركة ضد الكوفيد.
فهل للفريق ما يُخَوِّلُ له التطلع إلى دور سياسي متقدم .
و هل له ما يكفي ليكون له تصور للاشياء بعد أن كان قريبا في السنوات الأخيرة من “المطبخ السياسي” و هو الذي كاد يكون وزيرا للصحة في حكومة تتمتع فيها حركة النهضة بالثقل.
قد يكون هناك عائق يتمثل في ان المهام التي يضطلع بها الفريق مصطفى الفرجاني صلب المؤسسة العسكرية بعيدة عن الشأن السياسي المباشر و لكن هذه المسافة قد توفر له مجال مقاربة أخرى للعمل السياسي أرحب من التركيز على الجانب الأمني و المعلوماتي .
في الاثناء يواصل الفريق مصطفى الفرجاني ممارسة ” هوايته” المفضلة و هي الصمت و تغذية الغموض مع الانصراف إلى عمله و هو الذي لا ينزعج حسب مقربين منه من العمل ساعات طوال.
أونيفار نيوز