عشية الذكرى التاسعة لسقوط نظام بن علي كتب رئيس ديوان محمد الغنوشي و الحبيب الصيد فيما بعد؛ الرئيس للمدير العام لوكالة تونس أفريقيا للأبناء الأستاذ الطيب اليوسفي تدوينة كشف فيها عن وضع الدولة عشية سقوط النظام السابق و حقيقة الدور الذي لعبه في تلك اللحظات الفارقة لإنقاذ الدولة و هذا نصها:
“إلى الذين يدعون انه تم يوم 14 جانفي2011 الاستيلاء على الثورة و سرقتها :
هل كان هنالك بديل جاهز لتسلم السلطة و هي على قارعة الطريق؟
الم تكن اساسا انتفاضة شباب بدون قيادة أو زعامة وبدون مرجعيات وتوجهات فكرية وأيديولوجية وعقائدية ؟
ثم انه لا مبنى ولا معنى لثورة إذا لم تكن حاملة لمشروع مجتمعي وذات مضمون اقتصادي وثقافي ومنظومة قيمية وإذا لم تفتح أبواب الأمل والفعل والإنجاز
هذا أولا
أما ثانيا فانكم لم تكونوا لتجدوا دولة أصلا لتتصارعوا على التحكم في رقابها ومفاصلها لو لا رجال خلص صدقوا ما عاهدوا الله عليه والوطن وما بدلوا تبديلا.
رجال حملوا أكفانهم على اكفهم لحماية الدولة والحفاظ عليها و تأمين استمراريتها
صناديد عملوا بما لديهم من جهد لتفادي الفراغ وما ينطوي عليه من مخاطر و تداعيات
اطارات متشبعة بمفهوم الدولة وتوءمن بان النظام يزول ويندثر والدولة تبقى وتستمر
و لأصحاب الذاكرة القصيرة نذكرهم بانه في الوقت الذي كان فيه العديدون قابعين في منازلهم يتابعون شاشات التلفزة في انتظار ما ستوءول الأحداث كان ثلة من اطارات الدولة في عدد من المجالات والقطاعات مرابطين في مكاتبهم ومواقع عملهم نهارا وليلا لدرء المخاطر و السهر على تامين المرافق العامة و الخدمات الأساسية
و ليعلم من لا يعلم ان اطارات و أعوانا تركوا عائلاتهم طيلة أيام عديدة و لم يبارحوا مقرات عملهم و ان عددا من المنشآت و المؤسسات الاستراتيجية و الحساسة تعرضت لمحاولات الحرق و النهب و تم تفادي ذلك بفضل جهود هوءلاء الإطارات و الأعوان
و شخصيا تحول مكتبي إلى قاعة عمليات بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع الوطني قبل استكمال انتشار قوات الجيش واحكام تنظيم تدخلات قوات الأمن الداخلي
و بذلك و بفضل تظافر جهود ثلة من رجالات الدولة وصناديد الجيش الوطني و الأمن الوطني و الوطنيين الخلص تم تفادي انهيار الدولة و تأمين ارضية الانتقال الديمقراطي
و إذا هناك شيء تم الاستيلاد عليه و سرقته فهو امال الشباب و أحلامه و طموحاته و ليس ادل على ذلك من تفشي حالة الإحباط و من إبحار آلاف الشبان اليائسين خلسة فرارا إلى المجهول و اقدام اعداد متزايدة من الكفاءات الشابة في مختلف الاختصاصات على هجرة الوطن
أضف إلى ذلك تفاقم الأزمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و ضبابية الافق
فهل من إنقاذ قبل فوات الأوان…!!؟؟
افلا تعقلون ؟ !”