أعتبر آخر رئيس لديوان الوزير الأول محمد الغنوشي الطيب اليوسفي الذي تولى أيضا أدارة ديوان الباجي قايد السبسي والحبيب الصيد أن تونس تسير في نفق مظلم والدولة في طريق التفكك ما لم تحدث معجزة لأنقاذ ها وهذا نص التدوينة التي كتبها في توصيف الحالة التونسية
غداة 14 جانفي 2011 كنا نفاخر باننا نجحنا في الحفاظ على الدولة وتفادي انهيارها من منطلق ان انظمة الحكم تزول وتندثر والدولة تبقى وتستمر
ففي تلك الأيام الفارقة وفي الوقت الذي كان فيه مناضلو الساعة الخامسة والعشرين والكثيرون ممن يصدعون اليوم رؤوسنا بخزعبلاتهم وترهاتهم قابعين في منازلهم في انتظار ما ستؤول اليه الامور كان ثلة من اطارات الدولة مرابطين في مكاتبهم ومواقع عملهم على امتداد عدة ايام نهارا وليلا دون انقطاع لتامين تواصل الدولة واسداء الخدمات العمومية وللتنسيق مع القوات الامنية والعسكرية لحماية المنشآت الحيوية ولدرء الانفلات والفوضى،وسيكون ذلك احد محاور كتاب قادم لي ان شاء الله
كنا بعيدين عن عائلاتنا واطفالنا رغم خطورة الوضع .وكانت القناعة بانه لا مفر من القدر ، قدر المساهمة في الحفاظ على الدولة مهما كانت التكاليف وانها الفرصة لاثبات الولاء للدولة وللوطن
كان ثلة من اطارات الوزارة الأولى ووزارات ومؤسسات اخرى لم يبارحوا مكاتبهم طوال اسبوع بالتمام والكمال وتكبدوا المشاق والإرهاق عن طواعية وطيب خاطر
وكان الامل أن الحكام القادمين سيدعمون مكاسب الدولة الوطنية بمنجز الديمقراطية وسلطان العدل والقانون وترسيخ العدالة الاجتماعية
واليوم اضحى التخوف جديا من تفكك الدولة وانهيارها في ظل الوضع المتردي على كافة الاصعدة والمستويات وممارسات حكام الصدفة والهواة
إن القلوب لتبكي دما لما الت اليه اوضاع الدولة والبلاد بصفة عامة ولهول الكارثة ومواصلة التردي في نفق مظلم لا بصيص ضوء في نهايته الى حد الآن
ولكن يبقى الامل بان تونس ليست عاقرا بل ولادة وبانه لا بد للليل ان ينجلي وبان النور يولد من رحم العتمة