كتب الطيب اليوسفي مدير ديوان السيد محمد الغنوشي السيد محمد الغنوشي أخر وزير أول قبل 14 جانفي ثم مدير ديوان رئيس الحكومة السيد الحبيب السيد تدوينة ثرية وعميقة تعكس الوضع المأساوي الذي تعيشه تونس اليوم وتحذر من تداعيات هذا الوضع.
و فيما يلي نص التدوينة:
يوم 14 جانفي 2011 سقط النظام وبقيت الدولة. ولم يكن ذلك من محض الصدفة بل بفضل الإدارة والمؤسستين العسكرية والأمنية وما بذله المنتسبون اليها من جهد وتضحيات للحفاظ على الشقف وللحيلولة دون الانهيار الشامل.
واليوم تؤكد المعطيات الخفية والجلية وعديد المؤشرات ما يدبر بليل لإسقاط الدولة وذلك بدءا بشيطنة الإدارة وتهتيكها ثم شيطنة المؤسستين العسكرية والأمنية وتشويهما لدى الرأي العام وإبراز بعض التجاوزات والممارسات المعزولة وكأنها سمة عامة وشاملة في المؤسستين.
وتتمثل ثالثة الاثافي في في زعزعة مؤسسة القضاء وتهتيك مصداقيته ونشر غسيله على الملأ وادخاله في تجاذبات وصراعات مدمرة
ويضاف إلى ذلك ترذيل الحياة السياسية وتعميق القطيعة بين عموم المواطنين والطبقة السياسية فضلا عن الصورة القاتمة للأحزاب والبرلمان والسلطة التنفيذية والمضي قدما في سياسة الهواة والارتجال والخبط خبط عشواء في ليلة ظلماء.
ويزداد المشهد قتامة بتفشي اليأس والاحباط واستشراء الفقر والبؤس والخصاصة. كل ذلك في خضم التدهور غير المسبوق للأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية وتفاقم الفساد وزواج المال الفاسد والإعلام الفاسد.
كل هذه المؤشرات وغيرها تؤكد أن الدولة ككيان ومؤسسات وهيبة وسلطان قانون وكخيمة يستظل بها الجميع أصبحت على كف عفريت وكسفينة تائهة بدون ربان وبدون بوصلة نتقاذفها الأمواج العاتية ومهددة بالسقوط والانهيار.