-
هل تعصف الشقوق و الانقسامات بحركة النهضة…!!؟؟
لا يخفى اليوم المتابع للشأن السياسي ما تشهده حركة النهضة من صراعات داخلية و أصبح الانقسام في الآراء واضحا منذ فترة و لعلى الخلاف القائم مؤخرا بين رئيس الحركة و بقية القيادات فيما يتعلق بمسار تشكيل حكومة الياس الفخفاخ خير دليل على ذلك.
أعضاء الحركة يرون أن الغنوشي متفرّد بالرأي و أن القرارات التي يتمسك بها و يريد فرضها هي فقط تخدم مصالحه الضيقة، حتى أنه أصبحت هناك حالة من التمرّد –الغير معلن- و أفاد بعض المختصين أن جلسة منح الثقة للحكومة ستشهد عدم انسجام و تقارب في الآراء عكس ما يسعى لفرضه راشد الغنوشي.
أزمة عرفتها الحركة منذ انطلاق تقديم الترشحات للانتخابات التشريعية، و شيئا فشيئا تعمّقت مع تعيين الحبيب الجملي لتتواصل مع حكومة الفخفاخ أين تباينت الآراء و انقسمت خاصة عندما اتخذ الغنوشي قراره بعدم منح الثقة لحكومة الفخفاخ بسبب عدم تشريك حزب قلب تونس، فتضاربت تصريحات قيادييها بين مؤيّد و معارض الأمر الذي ألزم الغنوشي بقبول المشاركة في الحكومة دون تشريك قلب تونس الذي كان يتهمه بالأمس القريب بالفساد و العدو اللدود ليصبح اليوم الصديق المقرّب.
شقّ الشيخ المتكوّن من وزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام و رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني و لطفي زيتون و شيخهم الغنوشي و ابنه معاذ، بدأ اشعاعه في التراجع منذ فترة و أصبح يواجه اختيارات صعبة خاصة مع اقتراب مؤتمر 2020 و ما سبقه من تجاذبات حول مغادرة رئيس الحركة أو بقائه، مقابل الشق الثاني الذي يضم سمير ديلو و عبد اللطيف المكي و محمد بن سالم و عبد الحميد الجلاصي.
مفترق طرقات ربما الأصعب بالنسبة للشيخ بعد مسيرة طويلة كانت أكبر أخطائه فيها أنه راهن على المقربين منه، فخسر رهانه ووجد نفسه قد يضطر الاعتزال حفظا لماء الوجه لأن مؤتمر الحركة قد يكون نقطة فارقة في تاريخه.
في انتظار ما ستفرزه نتائج المؤتمر الحادي عشر لحركة النهضة المزمع تنظيمه في 2020، و أمام اصرار الشيخ على التمسّك بالسلطة من جهة وبرئاسة الحزب و التفرد بالرأي من جهة أخرى فإن الغنوشي يحفر قبره بيده إذا ما واصل ادارة البيت الداخلي بنفس التمشي الأمر الذي يبدو مؤجلا و يبقى كذلك إلى اللحظة الصفر التي قد تفجّر الحزب و تكون بداية نهاية الشيخ الغنوشي.
مروى يوسف