بعيدا عن التكبير و التهليل و التمجيد و وصلات المدح من هنا و هناك باليوم العالمي للصحافة لا يمكن أن نذكر هذه المناسبة السعيدة جدا دون أن نكشف ما يشاؤه البعض أن يحجب خاصة و اننا لازلنا نجتر مرارة تصريحات السيد النوري اللجمي الذي جعل بصرنا حديدا و كلماته تنفلت منه لتفضح اننا اليوم أمام تقسيم واضح اعلام مسنود بحزام سياسي قوي و اعلام غير مسنود فضلا عن تقسيمات اخرى ترى بالعين المجردة فلم يعد يخفى على احد أن هناك اعلام القصبة او اعلام البلاط لا عمل له سوى تزكية سيف الدولة و محاصرة معارضيه و اعلام القصر و ما تبقى فهو اعلام وطني لكنه مهمش غير مصطف الا للوطن فهو يختنق لأنه محروم من الدعم.
انها بوضوح سياسة اما معي او معي و الناوي و ما نوى.
يأتي كذلك هذا العيد و نحن نشهد محاكمات على الفكر و تضييقات على المدونين فالمطلع قليلا على كواليس المحاكم سيدرك اننا اليوم أمام جرائم جديدة على الموضة tendance تتعلق بالإساءة إلى الغير على شبكات التواصل الاجتماعي و هو فصل فتح المداخل على مصراعيها لمحاكمة كل ما عساه أن يراه السلطان و حاشيته ثلبا إلى أن نكاد نجزم اننا قاب قوسين او ادنى من تجريم النقد على غرار ما كان يقع ايام الديكتاتوريات الملكية حيث اعتبر النقد طعنا في الذات الملكية المقدسة crime de lésé majesté ليصبح الفصل 115محكوما بقضاء الاهمال اي مجرد ذر للرماد على الاعين.
من المفارقات ايضا و نحن نمجد الصحافة في عيدها و العديد من الصحفيين قد تحولوا قسرا إلى صحفيين برتبة كتاب عموميين يبوبون افكارهم و خطوطهم الحمراء على ضوء رغبات من يدفعون لهم اجورهم هذا فضلا عن العديد من النقاط السوداء التي نحجم عن ذكرها و نحن نحتفل حتى لا نعكر صفو هذه اللحظات فلم يعد غيبا أن هناك سوقا “لكناطرية” الصحافة الموازية تنشط على شبكات التواصل الاجتماعي و هي عبارة على مليشيات ومرتزقة تعمل لفائدة احزاب كبرى في البلاد.
و مع كل ذلك فالنضال متواصل من الاحرار و ما النصر الا صبر ساعة حتى نتذوق حلاوة العيد في العيد.
اسماء و هاجر