-
هل يخسر مستقبله السياسي بسبب التحالف معها ؟!
-
نهايات مزالي… و الساداة… في البال…!!
تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
تحدٌث قبل أيٌام رئيس مجلس حركة النهضة عبد الكريم الهاروني أنهم يتفاوضون مع يوسف الشٌاهد حول بقائه رئيسا للحكومة أو أنسحابه بشروطهم مؤكدا أن النهضة واضحة في تحالفاتها إذ تفرض شروطها قبل أي تحالف !
و رغم ان الهاروني لم يكشف عن شروط الحركة إلا أن الثابت أن يوسف الشٌاهد “تورٌط” في هذا التحالف الذي قد يعصف بمستقبله السياسي. و لم يتأخر طويلا رد رئيس الحكومة على هذا “التهديد” فسارع وزير العلاقة مع الهيئات الدستورية الفاضل محفوظ الى نفي منع النقاب الذي يبدو أنٌه أثار حفيظة النهضة و قال أن القرار متعلق بإجبارية الكشف عن الوجه في كل المؤسسات و الإدارات العمومية.
و هكذا يتأكد مرة أخرى او الشٌاهد أصبح “رهينة” لدى مونبليزير أو على الأقل يتحاشى أي قرار يمكن أن يثير حلفائه الذين هرب إليهم من سطوة نجل الرئيس الباجي قايد السبسي ليجد نفسه في مربع أخر قد يتسبب في خسارة مستقبله السياسي. ففي 2018 بدأت حركة نداء تونس و تحديدا مديرها التنفيذي حافظ قايد السبسي في محاولة أبعاد الشٌاهد بعد أن أصبح رافضا لل”أملاءات” بنفس طريقة أبعاد الحبيب الصيد ففهم الشٌاهد أنٌه عليه الأحتماء بحركة النهضة ليحافظ على “أستقرار حكومته” فإلتقطت حركة النهضة ما يفكٌر فيه الشٌاهد الذي ألقى خطابا تلفزيا هاجم فيه بوضوح حافظ قايد السبسي و حمله مسؤولية أنهيار حركة نداء تونس و أرباك العمل الحكومي.
تحوّل يوسف الشٌاهد من الأحتماء بحزبه الى الأحتماء بحركة النهضة التي وجدت فيه الرجل الطموح الذي يمكن آن يكون “العصفور النادر” خاصة بعد أنتهاء “التوافق” مع الرئيس الباجي قايد السبسي و أكتملت الحلقة بتأسيس كتلة الآئتلاف الوطني و تأسيس حزب تحيا تونس برئاسة يوسف الشٌاهد لكن يبدو أن رئيس الحكومة كان كالمستجير من الرمضاء بالنار !
ضريبة التحالف
تراجعت شعبية يوسف الشٌاهد بشكل لافت في كل أستطلاعات الرأي المعلنة و غير المعلنة لسببين الإخفاق الحكومي من جهة و للتحالف مع حركة النهضة من جهة اخرى فقد خسر الشٌاهد حلفائه المنطقيين من أحزاب الوسط و لم تبق له إلا حركة النهضة لكن هذه الحركة لها أكثر من أسم يمكن أن تدعمه في الانتخابات الرئاسية فالجميع يطلب ودها كما قد ترشٌح رئيسها راشد الغنوشي أو تدعم أمينها العام السابق حمادي الجبالي أو أحد حلفائها القدامى مثل مصطفى بن جعفر او منصف المرزوقي أو نجيب الشابي ففي السياسة هناك ثابت وحيد هو المصالح فقط.
إذن الشٌاهد ليس هو الوحيد الذي ينتظر دعم حركة النهضة، إضافة الى الحصيلة السلبية لحكومته الأطول عمرا بين كل حكومات ما بعد 14 جانفي فعمرها الآن ثلاث سنوات كاملة لكنٌها لم تنجز شيئا إذا أستثنينا تعويم الدينار و وصول الأرهاب الى شارع الحبيب بورقيبة وتواصل أرتفاع الأسعار ونقص الأدوية !
خيارات صعبة
لم يعرب الشٌاهد رسميا عن رغبته في الترشٌح للأنتخابات الرئاسية لكن الواضح أن هناك رغبة من قيادات حزبه تحيا تونس في ترشٌحه لكن هذه الرغبة مرتبطة بدعم حركة النهضة أساسا لكنٌه سيكون في منافسة مع مترشحين من الحجم الثقيل. في انتظار ترشح أو ترشيح قادم لم يظهر بعد… و قد يمثل المفاجأة الحقيقية.
لا تتوفٌر خيارات كبيرة أمام يوسف الشٌاهد ليعيد التموقع و أوٌل هذه الخيارات فك الأرتباط مع حركة النهضة وفتح ملفات شبهات فساد حقيقية بما فيها ملفات تتصل ببعض قيادات حركة النهضة و أقناع بعض “اللاعبين” الإقليميين و الدوليين بمشروعه السياسي المناقض للأسلام السياسي و إستعادة العلاقة مع الأحزاب الوسطية وإقناعها ببناء جبهة واسعة تتولٌى الحكم دون مشاركة حركة النهضة بعد الأنتخابات.
فهذا الخيار الوحيد الذي يمكن أن يعيد الشٌاهد الى السباق فكل الذين تحالفوا مع حركة النهضة و الأسلاميين بشكل عام خسروا مواقعهم و يكفي أن نذكر محمد مزالي و نجيب الشابي و مصطفى بن جعفر و منصف المرزوقي و الباجي قايد السبسي و في مصر أنور السادات و في السودان جعفر النميري و الواضح أن موجة الأسلام السياسي التي جاء بها ما يعرف بالربيع العربي أنتهت و ما جرى في السودان بسقوط نظام الأخواني عمر البشير أقوى مثال و كذلك أنهاء الجيش الجزائري لمرحلة بوتفليقة و عمودها الفقري “الوئام” مع الأسلاميين و صعود جنرال منتخب لرئاسة موريتانيا.
فقد أنتهت مرحلة الاخوان المسلمين المهددين بالتصنيف كتنظيم أرهابي في أمريكا و بلدان أوروبية و كذلك الكويت مؤخرا و لن يكون هناك أي مستقبل لم يراهن على التوافق معهم.
فأي مستقبل ليوسف الشاهد… و هل يقدر على فك كل ارتباط مع النهضة و هو سبيله الاوحد…!!؟؟ …و هل يكون المتمرد القادم… و “القبار”…الأقرب…؟؟!!