الشيخ بدري المدني خريج كلية الزيتونة و أستاذ التربية الأسلامية و الإمام الخطيب و الباحث في الفقه و علوم القرآن و الحديث و سليل الزاوية المدينية بقصيبة المديوني كتب مساء أمس على صفحته الخاصة على شبكة الفايس بوك تدوينة جريئة دعى فيها الى القطع مع الأسلوب الحالي في رؤية الأشهر القمرية بالعين المجردة لأن ذلك يتناقض مع تطوٌر العلم و توحيد المواعيد الدينية في العالم الأسلامي و هذا نص تدوينته :
“الاسلام جاء للعلم و جاء لجمع شتات الناس و وحدتهم ..و جاء للتقدّم و مواكبة تطوّرات الزمان و التناغم مع مصالح البشر و متطلّبات حياتهم في صيرورتها ..
دار الإفتاء بشكلها الحالي و الرؤية و الاخبار عن المناسبات الدينية و دخول الأشهر القمرية بالشكل الحالي و استقلال كلّ دولة بموعد رمضانها و عيدها كلّها ظواهر بعيدة عن روح الدين ووحدة المسلمين و تقدّمهم .. ما نعيشه في هذه المسائل و غيرها ينمّ عن تخلّف كبير و تعطيل أكبر و رجعية عظمى ..
فكفانا من دار افتاء بالية التصوّرات و رجعية الوسائل وضيّقة الفهم .. هاتوا لنا مجلسا أعلى للإفتاء فيه الفلكي و الطبيب و رجل المالية و رجل الاقتصاد و غير هؤلاء من أهل العلم و الاختصاصات ..
و كفانا من رؤية للهلال بشكل مسرحي معطّل متخلّف في حين أنّنا طوال العام نعتمد المواقيت الفلكية و الحسابات العلمية في مواقيت صلواتنا و بقية الأشهر و لنقتصر على الرؤية الحسابية و لنفهم حديث رسول الله صلّى الله عليه و سلّم “لرؤيته” بمفهومها الواسع الشامل العلمي فالرؤية التكنولوجية هي المقصودة اليوم من حديث الحبيب ..
و كفانا من فرقة بين دول المسلمين ..بقية الدول في العالم لتكون قوّة اتحدت في العملات و المصالح و التجمّعات الكبرى و نحن لا زلنا تفرّقنا سجدة و رفعة و يوم صيام ..
فمتى تنجلي غمامة الافتراق ؟ و متى نؤمن بتجاوز الموروث البالي و نتسلّح بالجرأة و نخرج من سجن النمطية و التكلّس ؟…هل من ثورة فعلية تجديدية ..؟