-
رفض الأحتلال الأمريكي والتبرأ من البعث ….وعاش على الكفاف !
أونيفار نيوز – ثقافة كتب نورالدين بالطيب ودٌع العراق والعالم العربي الشاعر سامي مهدي الذي دفن أمس في الكرخ تنفيذا لوصيته بعد أن توفاه الله مساء 29 اوت في بغداد التي عاش فيها معظم حياته .
سامي مهدي الذي ولد في 1940 يعد أحد أبرز الشعراء العرب من الجيل الثاني للحداثة الشعرية بعد جيل المؤسسين من بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وكان من أغزر الشعراء أنتاجا .
مهدي الذي تقلٌد مناصب مهمة في المجال الثقافي في عهد الرئيس صدام حسين وخلافا لعديد الشعراء والكتٌاب رفض مغادرة بلاده بعد الأحتلال الأمريكي في 9 أفريل 2003 كما رفض التبرأ من الأنتماء لحزب البعث العربي الأشتراكي الحاكم الذي أسقطته الولايات المتحدة الأمريكية وأعدمت معظم قياداته بعد أحتلالها للعراق .وقد كلٌفته مواقفه ثمنا باهضا إذ حرم من الحصول على تقاعده وأنهى حياته في مواجهة المرض الذي طال به وضيق ذات اليد إذ نكٌل به الحكٌام الجدد وحرم من أبسط حقوقه جزاء مواقفه من الأحتلال وأستباحة بلاده .
وخلال مسيرته الشعرية والأدبية الطويلة أثرى مهدي المكتبة العربية بعدد كبير من الأعمال الشعرية والنقدية وترجمت عيون الشعر العالمي وكانت البداية سنة 1966 بمجموعته الشعرية الأولى “رماد الفجيعة “1966وتتالت أعماله ”
“أسفار الملك العاشق “و”أسفار جديدة “و”الزوال
“و”الأسئلة “و”بريد القارات ”
و”أفق الحداثة وحداثة النمط” و
الثقافة العربية من الشفاهية إلى الكتابة”
و” وعي التجديد والريادة الشعرية في العراق ”
الموجة الصاخبة – شعر الستينات في
العراق”
وغيرها.
وبوفاة سامي مهدي تخسر الثقافة العربية صوتا مجددا أنحاز دائما للتحديث في القصيدة العربية وتمثل حياته بعد أحتلال بلاده شهادة على الهوان الذي يمكن أن ينتهي إليه مثقف عربي نتيجة مواقفه الوطنية.
رحم الله سامي مهدي صوت شعري ٱخر يغيب في زمن ٱفول كل شي جميل في عالم عربي منذور للموت.