- تعرفوا معنا على العم عزوز كاهية … حرفي بسوق الشواشين
يتوسط العم عزوز محلّه الصغير الذي يعج بأكياس مدبغة باللون الأحمر الفخم، لنجده منهمكا في حرفته الذهبية الأكثر شعبية بالنسبة لتونس … انها الشاشية بنزعتها الحريرية وطلتها البهية التي تزين الصناعات التونسية الأصيلة.
يقع محلّ العم عزوز بمدخل سوق الشواشين المتخصص في هذه الحرفة بالسوق العربي والذي يتكون من ممر مُسقفٍ بقبة دائرية، يكتنفه صفان من الدكاكين المتخصصة في عرض المنتوج الاشهر في المدينة .
يخبرنا العم عزوز كاهية عن مراحل صناعة الشاشية التي تنطلق بغزل الصوف على يد نساء متخصصات و تحويلها إلى “كبّوس” محدب ينسج بخمس إبر مخصصة لغزل الصوف، ويتم تحويلها إلى مصنع لتصغير أحجامها حسب الطلب ، لتصبح مستديرة قبل أن تلين مرة أخرى ،و من الضروري أن يقوم أغلب الشواشين بتمشيطها بآلة حادة تسمى” القرداش “ لاستخراج شعيرات المنتوج و الذي يسهل عملية صباغتها بألوان مزركشة حسب الطلب.
لم يعد سوق الشواشين يضمّ سوى عدد قليل من أصحاب الصنعة ، خاصة بعد أن أغلق أغلب الحرفيين محلاتهم بسبب قلة الزبائن أو اعتكاف الجيل الجديد أن إكمال طريق الأجداد الذي يحاكي تاريخا من الإبداع والصمود في وجه المنتجات الغربية التي أصبحت تغرق الأسواق التونسية .
لا يمكننا المرور بأزقة المدينة العتيقة دون أن تجذبنا محلات بيع الشاشية التونسية الأصيلة التي تزين رفوف الورشات المزخرفة بأنواعها المختلفة و لم نجد أفضل من العم عزوز ليطلعنا على أسرار هذه الحرفة التي تصبغ بلونها الأحمر الدموي للنخاع.
شيماء الرياحي