-
اتحاد الشغل طرف أساسي في 14 جانفي… وقد تضررت سمعته كثيرا..!!!
تونس – اونيفار نيوز لم يستغرب التونسيون كثيرا و هم يشاهدون اسماعيل السحباني في ضيافة نجلاء بودن. ما قلص من حدة الإستغراب أن السنوات الأخيرة كانت سنوات الإستغراب في أحداثها و في الشخصيات التي تحكمت في مجرياتها.
و لكن الملاحظ الحصيف يطرح أكثر من سؤال حول جدوى “استنجاد” الحكومة باسماعيل السحباني في هذا التوقيت بالذات، المتميز بمواجهة صريحة و مُعْلَنَة و لا يمكن للغة المنمقة أن تخفيها بين الإتحاد العام التونسي للشغل و حكومة نجلاء بودن التي تأتمر بتعليمات رئيس الجمهورية قيس سعيد.
لا شك أن وضعية نجلاء بودن ليست أفضل حالا من اسماعيل السحباني لأنها ضعيفة و مفككة و عاجزة.
الاستنجاد باسماعيل السحباني يمكن “تبريره” بأن الرجل يرأس منظمة نقابية. و لكن واقعيا فإن هذه المنظمة تكاد تكون غير موجودة على أرض الواقع لا تسيطر على أي قطاع و لا نفوذ لها في أي جهة .
ليس إتحاد عمال تونس الا بطاقة زيارة استعملها اسماعيل السحباني بعد 14 جانفي 2011 للقيام بأدوار محتشمة و ” مشبوهة ” مع سليم الرياحي و أيضا نبيل القروي.
ذلك أن الرجل يعاني من محدودية في القدرة على الفعل و التأثير إلى جانب أنه لم يستطع تبييض سمعته و هو الذي حوكم بشبهات استيلاء على أموال الشغالين…!!!
من ناحية أخرى ليس الإتحاد العام التونسي للشغل في أفضل حالاته، مع أنه بكل تأكيد أفضل و أكثر قدرة على التأثير من اسماعيل السحباني. يعيش الإتحاد العام التونسي للشغل، منذ 14 جانفي الى حد الآن، حالة من الفقدان التدريجي للاشعاع و المصداقية التي تعمقت بعد المؤتمر الوطني الأخير للاتحاد العام التونسي للشغل و الذي كان هدفه الأساسي الالتفاف على مبدأ التداول على المسؤوليات.
و مع تلاشي الوهم عن خفايا 14 جانفي 2011 بما يظهر أن الأمر لم يكن ثورة بل في جوهره مخططا أمريكيا فإن سمعة الإتحاد العام التونسي للشغل تضررت و يضاف إلى ذلك مخاوف القيادة النقابية من أن تصدر أحكام تضرب مشروعية المؤتمر الوطني الأخير فضلا عن ملفات شبهات فساد…!!!
وضعية أشبه بالمتاهة تقوم على توازن الضعف و الابتعاد أكثر فأكثر عن منطق الحوار إلى مربع مواجهة قد يبقى التلويح بها هو الذي يثير الإهتمام أكثر من وقوعها فعلا.
اونيفار نيوز