
- هزيمة البتار في بن قردان أول فشل لداعش..
تونس – اونيفار نيوز دون الكاتب والدكتور محمد ذويب مجموعة من الحقائق بمناسبة ذكرى بنقردان التي وصفها بملحمة بن بنقردان.بعد ان نجحت قوات الأمن والجيش الوطنيين وأهالي بن قردان في إحباط أخطر عملية إرهابية تعرضت لها البلاد التونسية وذلك بعد أن تمكنوا من التصدي لعناصر كتيبة البتار الإرهابية التي كانت تنوي تركيز إمارة بالمدينة كمرحلة أولى ثم التمدد في إتجاه عدة مدن قريبة أخرى كذهيبة والبرمة ورمادة.
واستنادا الى المعطيات التي سردها ذويب فانه لا يمكن قراءة احداث بن قردان بمعزل عن الأحداث التي سبقتها.
من ذلك احداث 2 فيفري 2016، التي نجحت من خلالها قوات الحرس الوطني في إيقاف عنصر إرهابي خطير في منطقة غار الدماء من ولاية جندوبة قادم من الجزائر وقد اعترف لدى التحقيق معه أنه تلقى تدريبات صحبة مجموعة أخرى يبلغ عدد عناصرها خمسين عنصرا في مدينة صبراطة الليبية على يد الإرهابي التونسي الخطير المطلوب وطنيا ودوليا نور الدين شوشان.
احداث 19 فيفري 2016 الساعة الثالثة ونصف فجرا، هجوم أمريكي بطائرتين من نوع f 15 وطائرة بدون طيار انطلق من المملكة المتحدة وصقلية على منزل لتدريب الإرهابيين متكون من طابقين في مدينة صبراطة الليبية التي تقع على بعد 70 كلم غرب العاصمة طرابلس والقضاء على ما يقارب الخمسين عنصرا إرهابيا أغلبهم من التونسيين وأشهرهم نور الدين شوشان.
اكثر من ذلك في 2 مارس 2016 ظهرا، نجحت قوات الأمن والجيش الوطني في القضاء على خمس عناصر إرهابية في منطقة العويجاء في ضواحي بن قردان وحجزت ثلاث سيارات رباعية الدفع وكمية كبيرة من الأسلحة والهواتف النقالة في المقابل تمكنت عشرة عناصر إرهابية أخرى تتبع نفس المجموعة من الفرار والتخفي واستشهد أحد المواطنين العزل إثر عمليات تبادل إطلاق النار بين الإرهابيين والقوات الحاملة للسلاح.
وفي 3 مارس 2016، دعت وزارة الداخلية المواطنين إلى الإبلاغ عن عدد من الإرهابيين الخطيرين من بينهم معز الفزاني ومفتاح مانيطة ومحمد الكردي وعادل الغندري.وانتهت العملية يوم 4مارس ليلا بتمكن قوات الحرس الوطني من القاء القبض على نجيب مانيطة ( شقيق مفتاح مانيطة ) ولسعد الماقوري الذي تم العثور في محله المعد لبيع الموالح على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة.
وعليه فكل هذه النجاحات الأمنية دفعت كتيبة البتار الإرهابية لشن أربعة هجمات إرهابية متزامنة _07 مارس 2016 الساعة الرابعة فجرا وعشرين دقيقة_ على منطقة الحرس الوطني ومنطقة الشرطة وعلى المستشفى المحلي وعلى ثكنة الجيش الوطني بجلال طريق مدنين وكانت هذه الهجومات مباغتة ولكن جوبهت باستبسال كبير من قوات الجيش والأمن الوطني التي نجحت في التصدي للمهاجمين مع إسناد شعبي كبير من قبل أهالي بن قردان وتواصل الكر والفر والمواجهات بين الطرفين إلى حدود الساعة العاشرة صباحا لتحسم المعركة بصفة نهائية لصالح تونس وقواتها وشعبها ضد الإرهاب.
كانت الحصيلة النهائية سقوط 22 شهيدا من أمنيين وجنود وموطنين عزّل في المقابل نفوق أكثر من 60 إرهابيا وإلقاء القبض على أكثر من 40 عنصرا.
والاكيد حسب ذكره فان الهجوم كان مبرمجا ل 20 مارس 2016 ( الذكرى 60 للاستقلال ) ووقع تقديمه إلى يوم 07 مارس بسبب إلقاء القبض على نجيب مانيطة ولسعد الماقوري وخوفا من اعترافاتهما والاستعداد لافشال الهجوم من قبل الجيش والأمن الوطني. عدد المهاجمين كان يتراوح بين 80 و 100 عنصر وكان سيرتفع إلى 250 عنصر مع تاريخ 20 مارس الذي كانت الكتيبة قد قررته سابقا موعدا للهجوم.
المجموعة كانت تنوي تركيز إمارة إرهابية في مدينة بن قردان وكان من المقرر أن تكون المعتمدية هي مقر الإمارة وأن يكون مفتاح مانيطة أو محمد الكردي هو الأمير ( كان هناك خلاف حول من هو أحق بتولي الإمارة صلب المجموعة ) على أن يكون حسين بوصبيع هو القاضي الشرعي.
الهجوم قادته كتيبة البتار أو كتيبة الحفاة والعراة وهي أخطر كتائب داعش وأكثرها دموية أسسها في سوريا أواخر 2012 مجموعة من الليبين أشهرهم وليد الجيلاني بدعم مالي من ” جمعية شهداء مصراطة ” و “جمعية شهداء حمزة ” الليبيتين وقد خاضت عدة معارك في سوريا والعراق قبل أن تقرر العودة إلى ليبيا بعد تضييق الخناق عليها وهي نفس الكتيبة التي تبنت التفجير الإرهابي الذي جرى في باريس يوم 13 نوفمبر 2015 والذي نفذه البلجيكي من أصول مغربية عبد الحميد أبو عود.
و تعتبر هزيمة البتار في بن قردان أول فشل لداعش في اقتحام مدينة في المنطقة العربية بعد أن نجحت سابقا في الموصل في العراق وفي الرقة في سوريا وفي درنة في ليبيا.
لذلك يشكل إجهاض مخطط البتار في 07 مارس 2016 أهم حدث في تونس خلال الفترة المتراوحة بين 14 جانفي 2011 و 25 جويلية 2021 لأنه شكل حلقة مهمة وحاسمة في الصراع مع الإرهاب في تونس والمنطقة والعالم.