
تونس -اونيفار نيوز-في قراءته لمبدا منع تعدد الزوجات _الذي يعد من أهم المكاسب التي تحققت للمراة_ على ضوء محاولات التربص به والتغيرات السياسية والاجتماعية اعتبر الدكتور والكاتب محمد الحداد انه من غير المستبعد ان تشهد تونس بعد سنوات قليلة تراجعا عن مبدأ تعدد الزوجات وإدخال تنظيم يسمح على الأقل بالزوجة الثانية.
لقد بدأت الحملة لتحقيق هذا الهدف منذ عهد بن علي (مع صخر الماطري ومحيطه) ولم تتوقف أبدا منذ ذلك الحين ونجحت في نشر هذه الفكرة لدى قطاع واسع من المواطنين وخاصة من المواطنات متوسلة مختلف أشكال المغالطات.
البركان الهائل هو الكتاب الوحيد الذي نشر في تونس قبل الثورة عندما بدأت تلك الحملة، والعنوان كلمة من كلماته.
هناك حقيقة ثابتة ان عدد الرجال والنساء متقارب في كل المجتمعات (الحديثة على الأقل). تعدد الزوجات شكل فظيع من اللامساواة لأنه يعني أن بعض الرجال سيكون له أكثر من زوجة والبعض الآخر لا شيء (إلا إذا أعدنا سوق النخاسة واستوردنا نساء من الخارج)ا.
إذا بدا عدد النساء غير المتزوجات ضخما فمن الضروري أن يكون عدد الرجال غير المتزوجين متقاربا.
وبدل أن نواجه السبب الحقيقي للعزوبية وهو الوضع الاجتماعي المتدهور لعموم المواطنين رجالا ونساء نريد أن نمنح اكثر للاكثر قدرة ونحرم الأضعف. يقال: ان القرآن يتضمن تعدد الزوجات. لكنه يتضمن أيضا العبودية. ثم أن القرآن يتضمن أيضا…
الحث على الصدق والأخلاق و صلة القرابة فلماذا لا نبدأ بتطبيق هذه أولا. يقال: تعدد الزوجات يحل مشاكل معينة مثل مرض الزوجة أو عقمها. هذه مغالطة موروثة من عصر كان الناس يظنون فيه أن العقم يصيب يصيب المرأة فقط.
لذلك ترد كلمة عاقر في العربية مثل مرضع مذكر يدل على المؤنث لأن العرب كانوا يظنون العقم مثل الرضاعة خاص بالمراة.
فهل يعقل أن نبقى في هذا المستوى من الجهل العلمي؟ وإذا أقررنا أن الرجل قد يكون عاقرا أيضا فهل نسمح للزوجة بزوج ثان؟ كل الحجج لا تصمد أمام النقد. لكن المشكل أن الثقافة السائدة ثقافة لا تعرف النقد.