تونس -أونيفار نيوز- حول الجدل القائم أثر مناقشة اطروحة حول تاطير احكام النكاح علق الدكتور غفران الحسايني بأن هذا البحث كشف بوضوح أننا في حضرة عقل عاجز أن يغير لفظ النكاح في الفقه الإسلامي إلى لفظ الزواج وبالتالي لا يمكنه أن يتطور…
لقد اعتمدت الشريعة لفظي الزواج والنكاح والمقصود واحد ويراد به العقد الشرعي وقد قال الله في القرٱن “هم وأزواجهم في ظلال” وقال “وزوجناهم” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما على المتحابين إلا الزواج” ..واختار الفقهاء القدامى ان يعتمدوا لفظ النكاح تماشيا مع ذهنيتهم في عصرهم فكتبوا في عقود النكاح وشروطه والترغيب فيه وهم يقصدون الزواج وكل من يقرأ لهم في عصرهم يفهم مباشرة أنهم يقصدون الزواج.
في عصرنا تغير المدلول اللفظي لكلمة النكاح وأصبح له معنى غير الذي كان عليه في التناول العام بين المسلمين أنفسهم وتشوه المعنى في النفس والعقول وارتبط بجهاد النكاح وأصبح أقرب عند انطباعه في الذهن إلى الممارسة المستهجنة وكل من درس اللسانيات يعلم أن اللغة كائن حي يتطور ويتغير معناها ومدلوله … ثم أنه قد استقر في اللفظ القانوني الشرعي أن عقد الرجل مع زوجته يسمى عقد زواج وليس نكاحا…
فلماذا يصر الباحثون في العلوم الشرعية على استخدام اللفظ المستخدم عند القدامى ثم يتبجحون بالتجديد والاجتهاد ومواكبة العصر وهم متمسكون حتى بقشور الألفاظ ويخافون حتى من تغيير لفظ بلفظ ٱخر أكثر مواكبة وواقعية ؟؟؟
فلو كان البحث المقدم في الجامعة بعنوان عقود الزواج لما استهجنه الناس والمتابعون وكان أكثر مقبولية وتداولا وترغيبا في درسه وقراءته .
لكن الجمود في الشرع على المنقولات وإن كانت ألفاظا يمكن تغييرها هي أحد العناوين الدالة على عدم الرغبة في التطور والاجتهاد.