شخصيا لم تكن لدي أي اوهام حول رئيس تونس الجديد رغم انه انتخب ب72 بالمئة من المصوتين. السياسة الجدية لا تنبني بالشعارات و لا بالبلاغة و لا بالأوهام و السيد قيس سعيّد اثبت، على قصر المدة التي حكم فيها،انه ليس في مستوى ما يتطلبه منصب رئيس دولة لا في تصريحاته و لا في تعامله مع القوى السياسية القائمة.
استقباله اردوغان في الظروف التي يعلمها الجميع و حديث اردوغان المتعالي الى حد الاستفزاز و الاحتقار (كلامه عن رائحة الدخان في القصر) دون رد في مستوى رئيس دولة واع بسمعة وطنه و غيور عليها من قيس سعيد يثبت ان تونس قادمة معه على المستوى الدبلوماسي على مطبات خطيرة.
اثبت قيس سعيد انه منضو الى محور الإخوان المسلمين اي محور تركيا – قطر والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين و انه منحاز للصف ذاته في ليبيا و ما استقباله للسرّاج لرئيس حكومة ليبيا و بعده مجلس قبائل ليبيا و تجاهل الطرف الآخر و الذي يسيطر فعلا على ثلثي التراب الليبي أي صف المشير حفتر الا تذيّلا واضحا لموقف الاخوان و هنا موقف جماعة الغنوشي في تونس. هو موقف يخرج الدبلوماسية التونسية مما دأبت عليه مذ استقلت تونس من عدم الانحياز للمحاور وعدم التدخل في شؤون الجيران و الاحتكام الى مقررات الأمم المتحدة.
استقبال اردوغان في الظروف التي يعلمها الجميع والسكوت عن الاتفاق الذي امضته تركيا مع الحكومة الليبية و الذي رفضته كل مكن مصر و قبرص و دول الاتحاد الأوربي و رد الرئيس على ان الأمر لا يعني تونس هو ليس فقط جهل الجغرافيا و التاريخ بل استهانة بأمن تونس ، لأن تركيا المتدخلة مباشرة في النزاع في ليبيا و المستعمله لفلول الإرهابيين و تحويلهم لهذا البلد يهدد أمن تونس خاصة و ان المئات من هؤلاء الارهابيين يتربصون ببلادنا و حاولوا منذ 3سنوات( 2016) ارساء امارة داعشية فيها بدعم من فجر ليبيا الذي قوامه التيار الإخواني لعبد الحكيم بالحاج صديق قادة النهضة. كذلك تعامل قيس سعيد مع ما جد في الجزائر من عدم حضوره تنصيب رئيس الجزائر الجديد عبد المجيد تبّون و عدم حضوره كذلك جنازة الجنرال قائد احمد الذي اوصل الجزائر الشقيقة الى شاطئ الأمان يؤكد انه منحاز للصف الإخواني على حساب مصالح تونس و انه رهينة عن وعي او بدونه لراشد الغنوشي الذي سبق و افشل محاولة الرئيس تقريب مواقف الاحزاب لتشكيل الحكومة المنتظرة.
و الأخطر و ما لا نتمناه أن تصدق الأخبار التي تشاع من أن زيارة اردوغان هذه مصحوبا بوزير الدفاع و رئيس المخابرات غايتها فتح الاراضي التونسي و موانئها البرية و الجوية للقوات التركية للتدخل في ليبيا مما سيحول تونس اجباريا الى ساحة معارك الشعب التونسي في غنى عنها. وما على القوى الوطنية ان تتفادى الأمر قبل أن نغرق أكثر.
الأستاذ عميره عليّه الصغيّر