أعتبر الدكتور عميرة علية الصغير المعروف بأصوله اليسارية أن الأولوية اليوم هي الدفاع عن الخط الوطني و أعتبر أن عبير موسي و حزبها من بين القوى المنخرطة في الخط الوطني رغم أخطاء الدساترة في الحكم لكن الأولوية اليوم هب مواجهة حركة النهضة و الأسلام السياسي و مشروعها الخطير على مستقبل البلاد.
و هذا نص تدوينته :
“لماذا الإخوان هم أخطر من الدساترة ألف مرة؟ ولماذا ندعم الحزب الدستوري الحر ونندد بما ستهدفه رئيسته من تكفير و تهديد بالاغتيال. الدساترة هنا هم المنضوون الى الحزب الحر الدستوري الذي تتزعمه المحامية عبير موسي وليس خاف على اي متابع للحياة السياسية في تونس شائنات حكمهم عندما كان التجمع و قبله الحزب الدستوري في السلطة و انه ليس من الصعب ان يعدد الكثير من المآخذ على هذا الحزب قبل 1987 و بعده ، أولها انه لم يقم بنقده الذاتي ، او قل نقد حكم بن علي و حتى حكم سلفه الحبيب بورقيبة ،على الدساترة الجدد و القدم أن يقرّوا بالانتهاكات الكثيرة لحقوق التونسيين خاصة في حقوقهم السياسية و أن يعترفوا بأخطائهم وحتى جرائمهم في تعاملهم مع معارضيهم ويعتذروا لضحاياهم، دون ذلك مصالحتهم مع مجتمعهم تبقى منقوصة و صعبة.
لكن رغم الاستبداد و الفساد و المحسوبية والتمييز بين جهات البلاد يبقى ( الدستوريون وبعدهم التجمعيون) في دائرة الوطن وما يستوجبه من الحفاظ على مصالحه العليا داخليا وخارجيا وضمان الشروط الأولية لحياة ساكنيه في العيش و الأمن، فبن علي و بورقيبة لم يبيعا تونس ولم يفتحاها للإرهاب ولم يخربا مكتسباتها الاجتماعية ولا الثقافية، زد على ذلك ليس من المنطق ان نحمل الحاضرين جريرة الماضين بينما يجب أن نحاسب حزب عبير موسي على مواقفه من القضايا الوطنية حاليا وان نقيّم ما يقترحه لإنقاذ البلاد مما هي فيه و مما يتهددها والذي للموضوعية التاريخية ،و ان كنت شخصيا متعاطفا وليس منتميا لا سابقا و لا حاضرا للدستوريين، لا نجد في ما عليه حزب عبير موسي ما يخرجها من الصف الوطني المدافع عن مصالح البلاد و مكتسبات التونسيين. على عكس الدساترة فانّ جماعة الاسلام السياسي وعلى رأسهم جماعة الإخوان( النهضة) لم يجلبوا لتونس الا الخراب و لأهلها الجوع وانعدام الأمن.
تسع سنوات من حكمهم عرفت البلاد فيها ما لم تعرفه طيلة الخمسين السابقة منذ استقلالها. ولسنا في حاجة لكشف ذلك من اغراق البلاد في الديون وتحطيم بنيتها الانتاجية بفتح الحدود للتهريب والاستيراد الفوضوي و انخرام كل موازينها و تفاقم البطالة و الفقر و خاصة غرس الارهاب فيها فكرا و ممارسة و شل اجهزة الدولة والتسلل لمفاصلها لغاية التمكين و مسك البلاد لتحقيق مجتمعهم “الاسلامي” المنشود و”دولة الشريعة” التي ستملأ الارض عدلا.
و الأخطر الذي يجهله كثير من السياسيين ، او يتجاهلونه ، هو أن جماعة الاسلام السياسي ومنهم جماعة الاخوان ( النهضة) لا يعترفون أصلا بمكوّن يسمى أمّة بل يؤمنون بالأمة الاسلامية التي تمتد من اندونيسيا الى المغرب حتى ترفع راية الخلافة على كل العالم بفضل الجهاد الذي يربّون عليه ابناء حركاتهم وهم كذلك لا يؤمنون أصلا يالدولة الوطنية و الوطن في فكرهم هو “حفنة تراب” و”اختراع العلمانيين الكفرة” ، فقط يجارون نفاقا الناس في معتقداتهم وايمانهم بتونس حتى يتمكنون ، لذاك هم ولاؤهم لتنظيمهم العالمي ( تنظيم الاخوان المسلمين) و من هنا نفهم تردد الغنوشي على اردوغان الرجل القوي في هذا التنظيم ، و لذاك نفهم ايضا لماذا ارسل جماعة النهضة الشباب للجهاد في سوريا و غيرها لأنهم يعتبرون أين يوجد مسلمون هو ذاك وطنهم.
ملخص الأمر ان لا وطنية لهم ولا أمل ان يأـتي خير للتونسيين من جانبهم.
و من هنا يتبين ان انقاذ البلاد يمر عبر توحّد كل القوى و الحساسيات الوطنية بما فيهم الدستوريين و عزل جماعات الاسلام السياسي و من يتظللون بظلهم طمعا او خوفا. “