أعتبر أستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة التونسية الدكتور عميرة علية الصغير أن مواقف الأتحاد العام التونسي للشغل الأخيرة وخطاب الأمين العام اليوم هو ترجمة لتحالف عملي مع الخوانجية كما سماهم لذلك رفض المشاركة لأول مرة في حياته المشاركة في مسيرة اليوم لأنها تترجم لقاء عملي مع حركة النهضة وهذا نص تدوينته :
موقفي من الاتحاد العام التونسي للشغل هذا النص لا أبحث فيه عن ارضاء أي أحد ولا استجدي به تعاطف أحد كذلك، هو فقط تفاعلا مع أصدقاء كانوا انتقدوني في تدوينة نشرتها هذا الصباح فحواها” لأول مرة من حياتي لن احضر مسيرة الاتحاد العام التونسي للشغل اليوم”.
1-الإتحاد ليس ملكا لقيادته الحالية ولا القادمة أيضا هو نقابة وطنية فاعلة منذ تأسيسها في 1946 ودوره لا يخفى على قارئ موضوعي للتاريخ الاجتماعي والسياسي لتونس. قيادته يمكن أن تصيب في مواقف كما يمكنها أن تخطئ في أخرى ويبقى الإتحاد أحد أعمدة الدولة ونصيرا للشغالين. ولا أتصور تونسيا وطنيا اجتماعيا يأمل زواله او تحطيمه.
2-شخصي المتواضع رغم اختلافي مع قيادة الإتحاد الحالية فاني ادعم دائما الاتحاد وأندد بكل اعتداء عليه وعلى منضاليه بالتشويه او الإيقافات او بالتهديد كما فعلت السلطة مرات عدة في تاريخه وفعل الإخوانجية سنوات 2011- 2014 ويفعلون أوما لوّح به رئيس الدولة منذ يوم من تهديد وتدخل في علاقاته الدولية وهو انحراف بائن بالسلطة نوح الاستبداد.
3- لماذا اذن لم أشارك في مسيرة اليوم؟ لأني أرى في مواقف الإتحاد عدم مسؤولية ووجاهة خاصة في معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية القائمة وأساسا موضوع إعادة هيكلة المؤسسات العمومية التي يراها هو خطا أحمر وأراها شخصيا هي ضرورة لإنقاذها وليس ان تبقى غنيمة للفاسدين ولبعض النقابيين وان يقع اصلاح القطاع العمومي بتطهيره وفتح جزء من رأسماله للقطاع الخاص ومهما كان القطاع، استثناء بالمستشفيات والتعليم. ثم إني ضد الإضرابات العشوائية وخاصة في قطاع التعليم.
4 – في ما يخصّ مسيرة اليوم 4 مارس فاني رفضت ، كما رفض الكثيرون من النقابيين، المشاركة فيها ، ليس لأنّنا لا نندد باعتقال النقابيين أو كذلك بمنع الاتحاد من استقبال رفاق نقابيين في العالم وهو من حقه، بل لأنّ الاتحاد انخرط مع الخوانجية ومكونات جبهة الإنقاذ في خطابهم المعادي للرئاسة ( وان كنت شخصيا لي مآخذ كثيرة عنها) واعتباره حملة الإيقافات لمشبوهين في الفساد وحتى التآمر الفعلي على الرئيس للعودة بالبلاد لما قبل 25 جويلية انحرافات فاشية !!!
وقد أكّد خطاب الطبوبي في مسيرة اليوم و تصدر وجوه اخوانية لها هذا المنحى الخطير بعد تلك المسيرة السابقة باسم الدعم لفلسطين جنبا لجنب مع وجوه إرهابية متورطة في اغتيال شرفاء الوطن مما يؤكد تسلل عصابة الغنوشي للاتحاد واضحت توظفه للعودة للحكم باسم الوحدة الوطنية و محاربة الفاشية . المجد والخلود لشرفاء الوطن .