أطلق المؤرخ أستاذ التاريخ المعاصر الكتور علية الصغير صرخة فزع أعتبر فيها تيار الفاشية الدينية هو العدو اذي سيجرف تونس وطالب كل القوى بالتَوحد أمام هذا التيار الذي تقوده حركة النهضة.
وهذا نص ما كتبه:
ان لم تستفيقوا فسيجرفكم تيار الفاشية الاخوانية الزاحفة
انتم اليساريون ( واحسبني من اليسار)
وانتم الدستوريون
وكل الواقفين على الربوة
طبعا هنالك اختلافات وحتى تناقضات في الرؤى بين اليساريين والدستوريين وطبعا هنالك انتقادات متبادلة وكل يرى صواب رأيه فيها ،فقط الناضجون سياسيا والواعون حقا بمتطلبات الراهن في واقع وطنهم هم قادرون على تخطي وحتى نسيان تلك المؤاخذات ، لأن بقاء كل هذه الأطراف كلها “يسار” على” يمين” مرهون في وحدتها وفي مواجهة عدو مشترك كالسرطان سرى ويسرى في جسم الدولة والمجتمع وألأحداث الأخيرة تثبت أنّه بلغ مرحلة متقدمة، اولها اصرار الخوانجيّة على خرق الدستور والمؤسسات وتحويل مجلس الشعب الى “مجلس شورى” يحكمه “المرشد العام” اي الغنوشي والعمل على تلجيم المعارضة باقتراح مشروع قانون يشل الاصوات التي تعارضهم تقدم به مخلوف يقضي بسجن من يتجرأ عليهم بعشر سنوات سجن وغرامة ثقيلة وعلى مستوى الحريات تتالى الإيقافات والاحالات الكثيرة على القضاء لشبان تظاهروا سلميا او كتبوا تدوينات لا تعجب من يحكمون والتمادي في استعراض القوة وعسكرة الأنهج كما وقع منذ اسبوع في محاصرة المجلس في البرلمان لمنع التظاهر أمامه او تهديد القيادي الاخواني الهاروني باطلاق يد المليشيات النهضويّة ضد المتظاهرين وكذلك ما جد البارحة(6 فيفري في ذكرى استشهاد شكري بلعيد) في استعراض لقوة البوليس وغلق منافذ شارع بورقيبة في نية واضحة لقمع كل معارض لحاكم يستشعر نهايته.
ان لم تتحد القوى الوطنيّة و التقدمييّة وتتغاضى على تناقضاتها الثانوية في ما بينها و تعي ان تناقضها الرئيسي هو مع من يهدد وجود الوطن اصلا اي وحدة تونس وبقائها علاوة على السلم الاجتماعي اي مع جماعة الخوانجية والمؤلفة قلوبهم من الانتهازيين و المتمعشين من حالة التسيب وترهّل الدولة، ان لم تتحد تلك القوى فانّها ستجرفها الفاشية الاسلامية الزاحفة وسيُضرب اليسار و يُضرب اليمين وكل الحريات ، لأنه ببساطة لن يسلّم الاخوان في الحكم وهم يعرفون ان حكما آخر وقضاء آخر سيجر رؤوسا كثيرة منهم لحبل المشنقة لجرائم واغتيالات كثيرة في رقبتهم و أن ثروات كثيرة راكموها ستصادر لأنها اتية من النهب و السرقات.
ولكم الإختيار