اعتبر الدكتور عادل اللطيفي الأستاذ في الجامعة الفرنسية أن حملة نصرة الإسلام التي تشهدها بعض الدول العربية و الإسلامية تقف وراءها تركيا وهدفها الاساسي معارضة التوجٌه الفرنسي الرسمي في معاداة الإخوان المسلمين وتفكيك تنظيمهم في فرنسا.
وهذا ما كتبه قتل الاستاذ الفرنسي كان للدفاع عن الحركات الإسلامية في فرنسا وليس نصرة للرسول:
تسلسل الأحداث التي لفت بمقتل استاذ التاريخ الفرنسي تحيل إلى أن العملية ناتجة عن تجييش ممنهج مسبق من قوى الإسلام السياسي المتطرف أكثر منه ردة عفوية لمسلم يغار لدينه.
أولا وما يجلب الانتباه في تغريدة التويتر للإرهابي بعد العملية أنه توجه بالاساس إلى الرئيس الفرنسي معتبرا إياه زعيم الكفار وذلك دون اي تركيز على المدرس…
هذا التركيز على راس الدولة الفرنسية يمثل تواصلا للحملة التي شنتها جهات إسلاموية وحتى بلدان مثل تركيا على ماكرون بعد أن استهدف بحدة الإسلاميين. لماذا لا نجد في رسالة تبني العملية اي حديث عن التعليم وعن المدرس.؟
نضيف إلى ذلك وأن الشرطة الفرنسية عثرت في حاسوبه على دعوات ضد عبد الفتاح السيسي وضد السعودية. فكأن العملية تدخل في سياق أشمل وسابق لحصة الدرس موضع الاختلاف.
مع العلم وان إحدى شقيقات الإرهابي سافرت إلى سوريا. ثانيا حول والد التلميذة الذي نشر اول فيديو للمطالبة بعزل الأستاذ بناء على ان ابنته تضررت من الصور المعروضة تبين انها كانت غائبة عن المعهد يومها.
في اليوم الموالي يتوجه الاب للمعهد بصحبة ابنته ولكن ايضا، وهذا غريب، مع أحد رموز الخطاب الجهادي المتطرف وهو عبد الكريم سفريوي والذي لا علاقة له بالعائلة.
وكان الاب توجه إلى المعهد كمناضل إسلاموي وليس كولي. وقتها يتم تسجيل فيديو جديد وتعطي فيه التلميذة شهادة كاذبة عما حصل أثناء الدرس والحال أنها كنت متغيبة. وهذا الفيديو اشعل ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا دون الحديث عن المكالمات بين اب التلميذة والارهابي قبل العملية. في المقابل ولو تحدثنا عن ردة فعل عفوية من طرف مسلمين، نجد ان ذلك قد حصل فعلا أسبوعا قبل الدرس الذي انتج الحادثة. لان استاذ التاريخ كان قدم نفس الوثائق اسبوعا قبل ذاك واحتجت ام تلميذة مسلمة فاستدعاها صامويل باتي وتحدث معها وانتهى امر الموضوع بين الطرفين لان ولية التلميذة كانت تمثل فعلا عفوية المسلم بالمعنى المجتمعي والثقافي.
وكي يكتمل المشهد اكثر فجاة تتحرك قوى سياسية إقليمية مثل تركيا واذنابها في البلدان العربية ويهاجم اردغان توجه فرنسا لضرب الانعزالية المجتمعية للإسلام السياسي في فرنسا وطبعا اعينه على سوريا وخاصة ليبيا.
هذا دون ان ننسى الصعود القوي مؤخرا لعناصر تركية في المجلس الاعلى الممثل لمسلمي فرنسا وهم في علاقة متينة مع انقرة. لا علاقة للحشد الذي نشهده اليوم لا بالإسلام ولا برسوله.
والمرجح ان المستهدف ليس مدرس التاريخ ولا دفاعا عن الرسول بل المستهدف هو التوجه الرسمي الفرنسي للتضييق على الإخوان. ما قلته هنا ليس دفاعا عن فرنسا بل تواصلا لمعركة كنا بداناها منذ الحياة التلمذية واشتدت في تونس بعد صعود الاخوان لسدة الحكم.