كتب الدكتور زهير المظفر الوزير السابق في نظام بن علي تدوينة مؤثرة حول وفاة علي الشاوش الوزير في أكثر من وزارة والأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي أعتبر فيها أن الشاوش توفي بسبب الهرسلة التي عاناها طيلة عشر سنوات والتي كانت سببا في أصابته بأمراض متعددة وأكد أن تونس تدفع ثمن ما يسمى بثورة الكرامة وهذا نص تدوينته
وداعا ضحية ثورة الكرامة
رحل علي الشاوش و في قلبه حسرة، خلف وراءه 263 قضية في القطب القضائي الاقتصادي و المالي، كلما التقيت به كان يتألم في صمت، كان يشعر بالإحباط .
تفانى في خدمة البلاد بكفاءة و اقتدار و نظافة يد، فكان جزاؤه جزاء السنمار، حمل هموم أهالي حي التضامن و دوار هيشر و تفانى في خدمتهم، عاش بينهم سنوات طويلة كأول رئيس للبلدية فتعلقوا به دون أن يتاجر بفقرهم.
و أذكر أني اقترحت في جلسة عمل وزارية تغيير اسم دوار هيشر و حي التضامن لأنه لم يعد دوارا و تسميته بقصر السعيد II فأجاب سي علي مازحا “سأقترح إذن تغيير اسم “ساقية الداير” ” (مسقط رأسي).
ما لا يعلمه الكثيرون أن سي علي كان وراء أحد أهم انجازات العهد السابق و هو قنطرة رادس.
عارض بعض الوزراء انجاز هذا المشروع الضخم لكلفته الباهظة ، إلا أن سي علي وزير التجهيز آنذاك أقنع سي حامد القروي الوزير الأول الأسبق بإدراج هذا المشروع في المخطط خاصة و أن اليابان وافقت على تمويله .
رحل علي الشاوش كما رحل من قبله الأستاذ الازهر بوعوني و غيرهم كثيرون، فكانا ضحية من ضحايا ثورة الكرامة .
انه الاستثناء التونسي ، فكل مسؤول سابق هو فاسد و سيبقى فاسدا حتى إذا أثبت قضاء الثورة براءته . سيذكر التاريخ أن جيلا كاملا من أساتذة جامعين و خريجي المدارس العليا و البوليتكنيك ذهب ضحية للحقد الأعمى و الكراهية و حب الانتقام .
لقد طويت صفحة العدالة الانتقالية في سنوات قليلة حتى في الدول التي عاشت أفضع الدكتاتوريات، إلا في تونس فالعدالة الانتقامية متواصلة و سوف لن تطوى صفحاتها و مآسيها إلا بتشييع جثمان آخر مسؤول في العهد السابق.
انها تونس، بلد ثورة الحرية و الكرامة ، بلد الاعتدال و التسامح ، بلد الحريات و حقوق الانسان، بلد أحسن دستور في العالم. و بعد كل ذلك نتساءل في استغراب: لماذا وصلنا إلى القاع؟
“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” صدق الله العظيم.
رحم الله سي علي الشاوس و و أسكنه فراديس جنانه و رزق أهله و ذويه جميل الصبر و السلوان