كتب الدكتور جوهر الجموسي تدوينة قال فيها أن عبير موسي أنهت أسطورة الغنوشي الذي أثبت أنه لا يقدر على المواجهة عكس الصورة التي روّجها أنصاره وجاء في تدوينته اعتصام يسقط أسطورة “الشيخ” زعيمهم لا يصلح أن يكون قائدا، فالقائد لا يختفي.
نسجوا حوله هالة قدسية، لا أحد يناقشه، لا أحد يعارضه، هو الكبير، و “نائب الرب” على الأرض: إمام جامع في الثمانينات، رئيس تنظيم عسكري سري، ثم رئيس حركة النهضة برتبة الشيخ ما بعد الأمير. وصل لرئاسة البرلمان بفضل الديمقراطية التي سيذبحها يوم يتمكن من الحكم. ومع أول أزمة داخل فضاء مغلق شخوصه 217 نائبا منتخبا، هرب وانتقل إلى مقر بعيد عن مقره الرسمي. ثم عاد إلى مكتبه، و أوكل رئاسة الجلسة العامة إلى نائبته.
كان طوال الساعات يسأل ماذا تفعل عبير موسي وكتلتها البرلمانية؟ و متى يقدر على دخول القاعة الكبرى و يأخذ مكانه على كرسي الرئاسة بعد أن جلست عليه خصمه اللدود؟ سقطت الأسطورة الوهمية: راشد الغنوشي القائد. أسطورة، عششت فقط في عقول من جعلوه شيخا و قديسا، يقبّلون يده و جبينه و كتفيه، و ينحنون له، طالبين رضاءه عنهم، بعضهم يدّعي أنه حداثي و يساري…. عاد ليعتلي كرسي رئاسة البرلمان بعد انتهاء اعتصام زملائه المنتخبين مثله، ولكنه لم ينتبه أنه صار عاريا أمام كل من يشاهده عبر التلفزيون.
سيهرب من البلاد مع أول عاصفة احتجاجية، مثلما فعلها سابقا حين التقى بن علي في بداية التسعينات وسافر يومها للعيش في نعيم الخارج، تاركا رعاياه بالآلاف لمصيرهم في سجون البلاد. بين القائد/الأسطورة والجبن، مسافات يرسمها الناس حول أشخاص أغلبهم جبناء، يتملكون القوة والهيبة من خلال الجبّة واللحية وتقديس البلهاء لهم. والمرأة في تونس، عبر التاريخ، تعيد رسم الجغرافيا والتاريخ.