كتب الدكتور عميرة علية الصغير الأستاذ في التاريخ المعاصر تدوينة رد فيها على الذين أنتقدوا مساندته لعبير موسي في موقفها من حركة النهضة و رئيسها راشد الغنوشي هذا نصها عندما نعلن اننا نساندها في موقف ما و عندما ننبّه لخطر محتمل أن يستهدفها من أعدائها( و ليس منافسيها السياسين) لا يعني اننا غافلين على ماضي السيدة موسي كأمينة عامة مساعدة للتجمع و كمحامية استبسلت بعد 2011 لكي لا يقع حل حزبها و لسنا غافلين كذلك على انها لا تعتبر ما صار منذ احتراق البوعزيزي ثورة، هذا كله نعرفه و ليس نعرفه فقط بل و اعون به و عشناه.
غير ان من ينتقدون استحسان مواقف هذه السياسيّة لا يرون الأمور الا اسودا او ابيضا و ظنا منهم ان من يدعي انه في منطق الثورة و انه صباحا مساءا يلعن بن علي وقبله بورقيبة و يتطاوس بأنه حامل لشعارات الثورة ان هؤلاء هم “في صف الثورة” فعلا،لكنهم لوامعنوا النظر فانهم سيكتشفون ان الاخيرين هؤلاء هم أخطر و أفسد وأعجز من بن علي و من بورقيبة مجتمعين.
المنطق السياسي السليم في تقديرنا ، حتى و ان افترضنا جدلا أن جماعة الاسلام السياسي و على رأسهم جماعة الغنوشي لا يختلفون عن الدستوريين ،هو أنّه سوف يبتهج لتصارع “الاعداء” و اضعاف بعضهم بعضا.
انا شخصيا لا ارى من هم حاليا (و اشدد على حاليا) في حزب عبير موسي و لا عبير موسي ذاتها مسؤولين عمّا صار في تاريخ تونس منذ الاستقلال و حتى سقوط بن علي و لا اعتبر عبير موسي خطرا على مسار التحرر الاجتماعي و الاقتصادي في تونس ،علاوة على ان هذه المرأة عكس الكثيرين من اليمين و من اليسار لها من المؤهلات السياسية و البلاغيّة الاتصاليّة مما يفتقدها غيرها الكثيرون.
اقول هذا لا طمعا و لا تحسبا… كمواطن حر رأيي اقوله بصراحة و دون مواربة و اترك للثوريّين و الطّهوريّين حق توزيع شهادات حسن السيرة و التأصّل في النضال.ادعم و اساند كل من يريد انقاذ الوطن و اعطاء الامل للناس في حياة كريمة و الباقي هذيان.