-
سيكتشف الشعب حقيقة تجارتكم بالإسلام و سيتعرى فسادكم عاجلا أو اجلا…
أعتبرت الدكتورة زهية جويرو أن حركة النهضة ساعية بجدية لتكريس الدولة الدينية من خلال مسار موازي للمسار “الديمقراطي” وهذا ما كتبته:
“لن نقبل الطعن في ضمائرنا و لا في وطنيتنا وفي أخلاقنا لأننا نختلف مع النهضة في مطلق توجهاتها، هذا الحزب الذي يكشف جمهوره كل يوم عن درجة جديدة من الانحطاط والسقوط بكل دلالات الكلمة وأبعادها لن يسكتنا…
بعد أن عملت النهضة على إيهامنا بأنها تتونست و لم تعد لها صلة بالتنظيم العالمي الإرهابي للإخوان و بأنها فصلت بين الدعوي و السياسي ظل ما يحدث على الأرض يكذب هذا أمام كل ذي ذرة من موضوعية، فالسعي على أشده للتأسيس للدولة الدينية على أنقاض الدولة المدنية التي يعملون بكل حماس و تفان على تدميرها ضمن مسار خاضع للتقية يتولاه التنظيم العميق( على هيئة الدولة العميقة ) يسير بموازاة المسار العلني الذي تبدي فيه طاهرا تجاوبا مع ما تفرضه قوانين البلاد من باب التقيد “باللعبة الديموقراطية” – و قد تحولت فعلا إلى لعبة سمجة بفضل وعي شعبنا- و لأننا رفضنا و نرفض هذه الازدواجية في الخطاب و في العمل معا- لاحظوا أنني قلت نرفض طريقة في العمل و توجها سياسيا و تنظيميا و لم أقل نرفض الحزب في حد ذاته- ، و لأننا تمسكنا و نتمسك بدولة مدنية نعدّها من مكتسبات التونسيين بفضل عمل أجيال و تضحياتهم و بالديموقراطية نظاما و بعلوية القانون مرجعا يسوّي بين جميع المواطنين واصل جمهور النهضة أسلوبه اللاأخلاقي العنيف في التعامل مع مخالفيهم ، أسلوب لم يتخلّ يوما عن التكفير و الطعن في الضمائر و في الأخلاق و الشرف وفي الوطنية و في كل القيم التي يتمسك بها كل إنسان يحترم إنسانيته أولا ، قلنا لعلّ ذبابهم الأزرق متمرد عليهم و لا يقدرون على شكمه و لا على الرفع قليلا من مستوى خطابه “التكفيري النصف-أسفلي” و لكن نتبين ، و المثال جديد ، أن مستوى الخطاب عند قيادييهم ليس أرفع من خطاب ذبابهم، فما معنى أن النخبة التونسية عندها مشكلة مع الزكاة و ليس مع التعدي على قوانين البلاد و أنظمتها، و مع الإسلام عموما وليس مع توظيف الدين لتحقيق مصالح سياسية و أنهم لا يدافعون عن حرية الضمير بل يتهجمون على الإسلام وأنهم لا يدافعون عن الحريات الفردية بل يشرعون للفساد لأنهم “فاسدون وشواذّ” و أنهم لا يدافعون عن مصالح تونس و التونسيين بل عن مصالح فرنسا- أو غيرها- في تونس أقول لن تسكتنا تهمكم هذه ولن نتخلى عن دورنا و مسؤولياتنا و التاريخ بيننا سيثبت من منا يدافع عن تونس ومصالحها و من لا يرى في تونس غير “ولاية مفتوحة” ينطلق منها لتنفيذ المشروع الإخواني الذي لا يعترف بالانتماء الوطني ..
لن تنجحوا دائما في الإيهام بأنكم تدافعون عن الإسلام ولا بأنكم “طاهرون” سيكتشف الشعب حقيقة تجارتكم بالإسلام و سيتعرّى فسادكم عاجلا أو آجلا وسيعرف الحقيقة لأن هناك في تونس نساء ورجال لن يتخلوا عنها مهما فعلتم لإسكاتهم.