و نحن أمام حيرة عارمة تنتابنا بسبب العناوين الصادمة عن اختراق تونس و تحويلها الى ارض مستباحة و اخرها الاعتقال المليئ بالالغاز و الالغام “للمنصف قرطاس” المبعوث الاممي الذي وجهت له تهم ثقيلة متعلقة بالجوسسة و مشتقاتها.
و لأننا نتساءل دائما ان كان الجواسيس بهذه البساطة يحملون ادلة ادانتهم فوقهم ليسهل التعرف عليهم و الحال و ان نظام الجوسسة و الاستخبارات معقد و غامض و زئبقي في جملته كما ان الجواسيس ليسوا بدائيين فكثير منهم مزروع في السفارات و في شوارعنا و البعض الاخر ربما يحمل صفات جميلة كحقوقي او مناضل عرفتنا ثورة 2011 بالبعض منهم.
فقد حاولت “الوسط نيوز” البحث عن وجه اخر للحقيقة في انتظار ان يحسم القضاء التونسي في القضية عبر نقل لما كشف عنه “خبير الامن و المخابرات” الأستاذ حلمي مليان حول هذه المعضلة التي شغلت الراي العام التونسي.
حيث اكد الأستاذ حلمي مليان خبير في شؤون الامن و المخابرات ان المنصف قرطاس المحتفظ به في تونس هو من الكفاءات التونسية و هو كاتب و باحث و اشتغل على عدة مواضيع من بينها Le trafic et l’insécurité à la frontière tuniso-libyenne و هو مشروع لفائدة برنامج البحث المستقل The Small Arms Survey Enquête sur les armes légères تشرف عليه l’Institut de hautes études internationales et du développement de Genève, Suisse. و هو برنامج مدعوم من وزارة الخارجية السويسرية و العديد من الحكومات من بينها المانيا و أستراليا و بلجيكيا و كندا و الدانمراك و الولايات المتحدة الامريكية و فنلندا و النرويج و نيوزلاندا و هولاندا و المملكة المتحدة و السويد و فرنسا و اسبانيا.
و تابع بان برنامج البحث المستقل له مجموعة اهداف من بينها ان يكون مصدرا هاما للمعلومات العامة حول جميع المواضيع المتعلقة بالأسلحة الصغيرة و العنف المسلح و له دور توثيقي بالنسبة للحكومات و صانعي السياسات و الباحثين و الجهات الفاعلة الملتزمة.
اضافة الى ذلك له فهو مضطلع بمراقبة المبادرات الوطنية و الدولية الحكومية و غير الحكومية في موضوع الأسلحة الصغيرة فضلا عن جمع المعلومات و مبادرات البحث الميداني خاصة في البلدان و المناطق المعنية بمشكلةالأسلحة الصغيرة.
و في نفس السياق أضاف ان برنامج البحث المستقل يشرف عليه فريق دولي من الخبراء في مجالات الأمن و العلوم السياسية و القانون و الاقتصاد والتنمية و علم الاجتماع وعلم الإجرام بالتعاون مع شبكة من الباحثين و المؤسسات الشريكة في 50 دولة.
و في نطاق وضع النقاط على الحروف فان 70 صفحة التي كانت وراء اعتقال “منصف قرطاس” تحت عنوانfrontière tuniso-libyenne Le trafic et l’insécurité à la Sur le fil نشر في سويسرا عام 2013 و 2014 باللغة الفرنسية و قد تناول عدة مواضيع من بينها تطور منطقة الحدود التونسية الليبية و الصعود الاقتصادي و السياسي لمجموعات المهربين, المشكلات الأمنية في تونس و الصراع المسلح الليبي و موقف الحكومة التونسية من الثورة الليبية…
اللاجئون الليبيون في تونس و خط الإمداد على الجبهة الغربية, كما تناول العديد من المواضيع الحساسة من بينها انعدام الأمن و التسلل و تداول الأسلحة النارية و آفاق الأمن في تونس في أعقاب النزاع المسلح في ليبيا و الحوادث المسلحة الكبرى على الحدود التونسية الليبية و انعدام الامن و الصراعات السياسية و المتطرفون و عديد المواضيع الأخرى.
و اذا ا قتصر اعتقال منصف قرطاس على ال 70 صفحة فإنها تعتبر بالعكس إدانة مباشرة للدور اللوجستي لبعض الأطراف التونسية في اغراق ليبيا بالسلاح و إدانة مباشرة للدور القطري و التركي في تدمير ليبيا.
أسماء و هاجر