تونس – “الوسط نيوز” – كتب : مصطفى المشاط
أنهى الجمعة الماضي رئيس الحكومة زيارة رسمية الى فرنسا ظلت اهدافها محل جدل و نقاشات حسب العديد من الملاحظين الذين استغربوا تواصل إقامة الشاهد في العاصمة باريس للقيام بأنشطة حزبية و اجتماعات يبدو ان سفير الجمهورية التونسية تلقى بسببها اللوم و العتاب ……!!!؟؟
و بالتوازي مع هذه الزيارة التي بذل من اجلها السفير الفرنسي في تونس أوليفيه بوافر, مجهودات استثنائية و جبارة وصلت الى حد كتابة تدوينة اثارت الانتقادات اللاذعة بما انها تتصل بمسألة سيادية ؛ بالتوازي مع كل هذا ترجح الكثير من التطورات الداخلية و الإقليمية ان مصير يوسف الشاهد بات رهين الانقلاب من عدمه على حليفه الحالي في الحكم حركة النهضة… في ظل ما يتردد من احتمال -و لو ضعيف جدا- للعودة إلى بيت الطاعة في إطار موجة “لم الشمل”….. !!!
و تؤكد هذه التطورات ان الشاهد بات يستشعر ضيق الخناق حوله جراء مواصلة التحالف مع “الإسلاميين” خاصة بعد ان خرجت الحرب ببن النهضة و “اكبر قوة” في البلاد اتحاد الشغل الى العلن و دخول المنظمة الشغيلة استعراض القوة بإنزال عشرات الآلاف من منخرطيها الى شارع بورقيبة…… مقابل بضعة آلاف انزلتهم النهضة الى ساحة محمد علي بالذات تحت غطاء “حركة احتجاجية لأولياء تلاميذ الثانوي” سوقتها النهضة على انها مليونية…!!!
كما انه حسابيا لم يكن هناك امام الشاهد لإنقاذ البلاد من الافلاس -خصوصا بعد الاتفاق الاخير حول الوظيفة العمومية و الثانوي و التي تبلغ كلفتها الف مليار-, عدا الدخول في حرب مع بارونات الاقتصاد الموازي و هو ما سيضعه وجها لوجه مع النهضة التي تعتمد على القطاع الموازي كخزان مالي و انتخابي……!!!
و هنا بالذات لا بد من التوقف عند تصريح راشد الغنوشي أمس لإذاعة جوهرة و الذي لم يستبعد فيه تغيير حكومة الشاهد بحكومة تكنوقراط غير معنية بالانتخابات … !!!
فهل ان هكذا تصريح يدخل في إطار مواصلة التمويه … ام هو مواصلة ابتزاز الشاهد …… ام رسالة مبطنة لحليف الامس الباجي قائد السبسي…… ام هي استباقية لما هو مؤكد … ؟؟؟؟!!
و في المقابل تزداد عزلة الشاهد في خضم التحولات المتسارعة اقليميا لمناهضة الاخوان و التي جعلت من صورة تونس مستفزة لمحيطها من خلال تواصل وجود النهضة في الحكم بما يسد امام تونس إمكانية الاستعانة بأشقائها العرب لتجاوز ازمتها المالية الخطيرة ؛ كما يرجح ان تتسبب في مخاطر جدية على مستقبل تونس في حال تكرر سيناريو السيسي في ليبيا الذي بات وشيكا في خضم تعمق الاحتقان الشعبي حول الاخوان في هذا البلد -الذي له تأثير مباشر على اوضاعنا الداخلية- مع تسارع زحف الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر على مواقع الثروة النفطية التي تعد أساس استرداد السيادة الوطنية.
في المقابل لا يزال الشاهد يمتلك ورقة قلب الطاولة في الرمق الاخير و هو ما سيمنحه شرعية قوية في الداخل و الخارج اذا سلك هذا الدرب ……!!!
اما في صورة حصول السيناريو المعاكس فسيغادر الحكومة بقوة تسقطه حتما في مستنقع تصفية الحسابات لا فقط مع قائد السبسي و نجله… بل مع عديد الشخصيات الوطنية التي تعتبره عدوا بعد هكذا حملات و إعفاءات… و سيناريوهات انقلابات … فضلا عن ساحة محمد علي التي تحتفظ بموقع قوي.
كما ان اتهام جاكوب والس السفير الامريكي السابق في تونس حركة النهضة بتسفير الإرهابيين سيجعل نظام الحكم بأسره تحت طائلة الملاحقة الدولية…!!!
هذا التصريح للسفير الامريكي ايام 14 جانفي يتناغم مع محتوى “خريطةالطريق” -المطالَب بتنفيذها السفير الجديد دونالد بلوم- التي وافق عليها مجلس النواب الامريكي و التي أكد فيها على ضرورة محاسبة الذين سفروا المواطنين التونسيين الى العراق و سوريا و ليبيا للمشاركة في اعمال ارهابية…!!!
هي جملة من المعطيات الهامة و التطورات المتسارعة عشية القمة العربية بتونس يومي 30 و 31 مارس القادم و التي ستكون حتما محددة و مصيرية.