
تونس أونيفار نيوز لم يفاجيء الرد الجزائري على الموقف البريطاني الجديد من مسألة الصحراء الغربية المتابعين عن قرب للشان الجزائري . جاء الموقف الذي تجنب مواجھة مباشرة مع لندن حاملا إشارات إضافية على حالة الارتباك التي أصابت مراكز القرار في الجزائر أمام التحولات الاستراتيجية المتسارعة في المنطقة و التي أفقدت الجزائر الكثير من أوراق و مناطق نفوذھا و امتداداھا.
في التعاطي مع بريطانيا و موقفھا الجديد اكتفت الجزائر بعبارات بعيدة كل البعد عن لغة التذكير بعناصر القوة و الاھمية التي غالبا ما اعتمدتھا الجزائر.
تدرك السلطة الجزائرية ان ” الشقيق اللدود ” المغربي يحقق ، حتى بواسطة تحالفات معروفة ، مكاسب ھامة في لعبة التنافس على النفوذ افريقيا التي يخوضها مع دولة ” المليون شھيد ” .
و يدرك أيضا ان دور الجزائر قد تراجع في الملفات الھامة و من أھمھا ليبيا و دول الساحل و الصحراء. و تدرك السلطة الجزائرية أن أھم قرارات السياسة الدولية تُطْبَخُ في لندن و ھو ما جعلھا تتجنب اثارة ” غضب ” العقل البريطاني البارد في الظاھر و الذي يدبر أكثر مخططات بَسْطِ الٌنُفُوذ إيلاما.
تراكمات عقود من الفشل و تبديد الثروات و اھدار الامكانيات الھائلة التي تزخر بھا الجزائر أضعفت كثيرا الدولة الجزائرية و أصابها بحالة من ” الطراوة الھيكلية” المزمنة التي قد تكون لھا تداعيات في المستقبل