تونس – “الوسط نيوز” – كتب : قيس بن سليمان
ليست الطائرة الرئاسية فقط التي عادت دون الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تذكرنا بالسيناريو التونسي في 14 جانفي 2011 بل المظاهرات الليلية الرافضة للعهدة الخامسة التي ذكرتنا بمظاهرة 14 جانفي التي أسقطت بن علي بعد رفض برنامجه الأصلاحي الذي تضمنه خطاب 13 جانفي و هو الشبيه برسالة بوتفليقة للجزائريين !
أشياء كثيرة تذكرنا بسيناريو ما حدث في تونس عندما خرجت الجماهير و معظمهم من الشباب رافعين شعارات منطقية مثل رفض الجزائريين لعهدة خامسة لرئيس مريض بعد عشرين عاما من الحكم و قد أكد الوزير الفرنسي ديدييه غيوم هذا التشابه بين السيناريو التونسي و المصري. ما يحدث في الجزائر اليوم ؟
فمطلب رفض العهدة الخامسة مطلب منطقي و الطبقة الحاكمة في الجزائر غير قادرة على إقناع الجزائريين بإمكانية مواصلة بوتفليقة للحكم حتى بسنة واحدة و هو العاجز عن مخاطبة الجزائريين بشكل مباشر كما أن أنسحاب المعارضين الأساسيين من السباق الأنتخابي يفقد الآنتخابات الكثير من مصداقيتها فلويزة حنون و علي بن فليس و عبدالرزاق مقري و سعيد بوحجة أنسحبوا من السباق و بالتالي لم يبق من منافسين جديين إلا علي الغديري الذي قد يكون مفاجأة الأنتخابات.
السيناريوهات المُحتملة
بعد تمسٌك عبدالعزيز بوتفليقة بالترشح و إلتزامه بالدعوة لأنتخابات مبكرة بعد عام و تنظيم ندوة وطنية لتحديد مستقبل الجزائر تكون بلد المليون شهيد أمام مجموعة من الأحتمالات من أبرزها أن تستمر الآحتجاجات و قد تنزلق الى الفوضى لتدخل جهات خارجية على الخط في إطار “الربيع العربي“و تهيئة المناخ للأسلاميين الأكثر تنظيما و الأكثر آمكانيات لوجستية و مالية خاصة أننا نلاحظ آن حاضنة الأسلاميين بريطانيا أصبحت تروج عبر وسائل أعلامها لعلي بلحاج الرجل الثاني في جبهة الأنقاذ و قد تحدٌث مواجهة من المتظاهرين الذين يرفعون في الظاهر شعارا منطقيا مع الجيش و الدرك و قد تخرج المواجهات عن السيطرة و تكون الجزائر ضحيٌة أخرى من ضحايا موجة الربيع العبري الذي فكك الدول العربية أو حول أنظمتها الى أنظمة ضعيفة.
لكن هذا السيناريو قد يصطدم بحنكة الجيش الشعبي و الدرك الوطني فيسقط المشروع و تنجح القيادة العسكرية و الآمنية في تجنب هذا السيناريو الكارثي و ذلك بفرض مجموعة من الخطوط الحمراء و الحفاظ على الدولة و أستقرار النظام.
هذا السيناريو قد يتم بشكل قانوني عبر رفض ترشٌح بوتفليقة نظرا لظروفه الصحية و هذا من صلاحيات المجلس الدستوري الذي سيحدد بشكل نهائي خلال عشرة أيٌام بدءا من اليوم المقبولين نهائيا للسباق الانتخابي و قد يكون اللواء السابق في الجيش الشعبي علي الغديري هو البديل فهو سليل أسرة مناضلة والده من مؤسسي الجيش الشعبي و جبهة التحرير و نجح في وقت قياسي في جمع ضعف التوقيعات المطلوبة و هو ما يعني أنٌه مدعوم من جهة ما في غرفة الحكم و قد يكون في طريق مفتوح للفوز بالرئاسة بشكل ديمقراطي و هذا سيفوت الفرصة على كل محاولات تمرير مشروع الخراب الذي يخططون له في الغرف السوداء بأستعمال كلمة حق يراد بها باطل.
أما السيناريو الثالث فهو سحب بوتفليقة لترشحه ليكون الغديري في طريق مفتوح نحو رئاسة بلد المليون شهيد.
و ما نرجوه هو أستقرار الجزائر و تحصينها من الربيع المسموم و الثابت ان الجزائريون هم الأقدر على إيجاد الحلول و الصيغ المناسبة للحفاظ على بلادهم.