
- مناورات ضخمة بالذخيرة، محاولة من المؤسسة العسكرية لتأكيد السيطرة على الوضع…!!!
تونس – اونيفار نيوز لم يكن أكثر المتابعين لأدق تفاصيل العلاقات بين الجزائر و دولة الامارات العربية المتحدة يتوقع أن مجرد حضور مواطن جزائري غير معروف و لا يملك تأثيرا يذكر في قناة تلفزية محسوبة على الإمارات العربية المتحدة سيطلق كرة نار من ردود الفعل الانفعالية خاصة من الجانب الجزائري.
استضافت قناة ” سكاي نيوز ” يوم الجمعة 2 ماي الجاري مواطنا جزائريأ يدعى بلغيث محمد الأمين، و ھو أستاذ تاريخ ، الذي صرح أن ” الأمازيغية ھي مشروع صھيوني فرنسي ” .
رد الفعل الجزائري لم يتأخر و لفت الانتباه إلى حوار كان يمكن أن يمر في الخفاء و إلى تنامي التوتر في العلاقات بين الجزائر و دولة الامارات العربية المتحدة إضافة إلى تخوف النظام الجزائري من أن يقع توظيف ورقة الأمازيغ بطريقة تھدد الاستقرار الإجتماعي في الجزائر في ظرف يعتبر فيه النظام الجزائري أنھ في مرمى الاستھداف و أنه عرضة لمخططات ھدفھا ضربه.
منذ ساعات وقع ايداع بلغيث محمد الأمين في السجن و وجھت له تھمة القيام ب ” فعل يستھدف الوحدة الوطنية “.
من جھة أخرى دخل بعض الإعلاميين الإماراتيين في المواجھة الإعلامية و أشاروا إلى أن رد فعل الإعلام الجزائري يقطع الطريق أمام كل مصالحة قد يرغب فيھا النظام الجزائري و توعدوا ھذا النظام بھزيمة أخرى كتلك التي تكبدھا مؤخرا في السودان.
و ھذا معطى مھم من حيث الإشارة إلى أن المواجھة بين الجزائر و دولة الامارات العربية المتحدة ليست وليدة اليوم و أنھا تجري في عدد من مناطق التوتر كليبيا و السودان و أن الجزائر لا تنظر بارتياح لتنامي الدور الاقليمي لأبو ظبي و تعتبرھ في خدمة الجار اللدود المغرب و الكيان الصهيوني.
الإعلام الجزائري كان سباقا في التوجه نحو طريق اللاعودة اذ استعان بكل مفردات “الشوفينية ” و اللغة ” الخشبية ” ليوجه تحذيرا شديد اللھجة للإمارات العربية المتحدة التي يتھمھا الجزائريون باستھداف وحدتھم الوطنية و بالانخراط في مخططات ضرب استقرار دولتھم و شعبھم.
حديث الرد الجزائري عن الإمارات العربية المتحدة بوصفھا دولة ” مصطنعة ” و مقارنة تاريخھا ” القصير ” بتاريخ الجزائر الضارب في القدم يعطي الانطباع بأن ھذھ المواجھة الإعلامية ليست إلا ” زوبعة في فنجان ” و أن اقصى ما يمكن ان تصل إليه ھو قطيعة ديبلوماسية و سياسية خاصة و أن آلاف الكيلومترات تفصل بين البلدين.
و لكن ھناك عوامل أخرى يتعين أخذھا بعين الاعتبار.
ذلك أن النظام الجزائري يشعر ھذھ الأيام بان درجة استھدافه، علما أنه يعيش منذ عقود على ھذه الفكرة، قد ارتفعت و أن خصومه سيضغطون قريبا على الزناد لإطلاق أول رصاصة ضده.
ھناك مؤشرات تدعم ھذا التخوف من أبرزها تدھور علاقات الجزائر بكل الدول التي تحدھا من الجنوب يضاف إلى ذلك التوتر التاريخي مع المملكة المغربية و الأزمة الھيكلية في العلاقات مع فرنسا.
و يؤمن الماسكون بزمام الأمور في الجزائر أن اسرائيل لن تتخلى أبدا عن مشروع استھداف ” بلد المليون شھيد ” و ھذا ما قد يمنح الإمارات العربية المتحدة، التي تلعب في ظل ” الربيع العربي ” أدوارا سياسية ملتبسة بوصفھا دولة وظيفية ضمن مشروع إعادة ھيكلة الدول العربية، مھمة استدراج الجزائر إلى منطق الحرب خاصة و أنھا تملك امكانيات مالية تحرك بھا خصوم الجزائر و ترتبط بعلاقات متميزة مع المملكة المغربية و اسرائيل و المشير خليفة حفتر الذي لم يتقبل الجزائريون بارتياح زيارته مؤخرا إلى مناطق ليبية متاخمة للجزائر. و اللافت أيضا أن الجيش الجزائري قد أجرى منذ أيام مناورات عسكرية ضخمة، و بالذخيرة الحية، في الجنوب الجزائري.
مناورات حاكت أجواء حرب حقيقية و اعتبرت رسالة من الجيش الجزائري للخارج و أيضا للداخل الجزائري حول سيطرة المؤسسة العسكرية على الوضع.