تونس – أونيفار نيوز يبدو أن كتاب ” التونسيون من هم؟ ..من أين أتوا؟” سيعيد للضوء ما انبنت عليه دولة الاستقلال من أن التونسيين يمثلون أمة لها ما يميزها عن بقية الشعوب و الأمم.
الكتاب الذي سيقع الاحتفاء بصدوره اليوم يمثل محاولة إجابة علمية عن سؤال له أبعاد سياسية و ايديولوجية اعادتها السنوات الأخيرة إلى السطح.
من المفيد قبل مزيد التعمق في تقديم ” التونسيون من هم؟..من أين أتوا؟” الإشارة إلى أن الفريق الذي أنجز هذا العمل لم يكن معنيا بالهواجس الأيديولوجية بل حركته اعتبارات علمية تتمثل في التساؤل عن أسباب تواتر أمراض أكثر من غيرها لدى التونسيين و هو ما دفع الفريق لمساءلة العامل الجيني و البحث عن الأسباب الوراثية.
تواصل البحث الذي أشرفت عليه آمال بن عمار القعيد ما يناهز العشرين عاما و أشرف عليه فريق من الأطباء الذين استعانوا بمؤرخين و مختصين في المسائل الحضارية و تناول بالبحث عينة تتكون من خمسين عائلة من كل منطقة وقعت دراستها.
المناطق الأربع وقع اختيارها على خلفية غلبة عنصر من العناصر فيها و هو ما أعطى تركيزا على ذوي الجذور العربية و الإفريقية و الامازيغية و الأندلسية.
و ما توصل اليه عمل الباحثين يؤكد أن التونسي الحالي يستند إلى ما لا يقل عن عشرين ألف عام من الهجرات المتتالية إلى تونس و ان هذه الهجرات الضاربة في القدم أتت من أوروبا و شمال إفريقيا و الشرق الاوسط و جنوب الصحراء و ان النساء لعبن دورا كبيرا في عملية تهجين ” العرق” التونسي و تنوعه سلاليا.و هناك حضور إلى حد الآن للعنصر الفينيقي لان الكتاب يبرز ان 9% من الرجال التونسيين لهم جذور فينيقية.
و من أهم استنتاجات ” التونسيون من هم؟..من أين أتوا؟”; أن الشعب التونسي عربي ثقافيا فقط لأن العنصر العربي لا يمثل الا 25% من أفراده و انه لا وجود لنقاء عرقي في تونس و هو ما ينطبق على جميع الشعوب.
و غياب النقاء العرقي و غياب البحث الأيديولوجي عنه هو الذي جعل الشعب التونسي منفتحا و قابلا للآخر.
أونيفار نيوز