
.دخلنا مرحلة جديدة فرضها التماهي الأمريكي مع التوحش الصهيوني الذي يهدّد الأنظمة العربية …..
.الانظمة العربية راهنت على أوهام التسوية مع عدوّ عنصري لا تردعه إلا القوة….. واليوم جاءت لحظة دفع الفاتورة.
تونس -أونيفار نيوز-بقطع النظر عن ردود الفعل العاطفية ازاء مشروع تهجير الفلسطينيين اعتبر المحلل السياسي عزالدين البوغانمي ان
الندوة الصحفية البارحة التي جمعت ترمب والملك عبد الله، والتي ظهر فيها الملك مرتبكًا محاولِا التهرّب من مواجهة هذا الرّجل الأرعن، مُشدّدًا على أن الرّأي الأخير سيكون بيد القمة العربية. لوضع النقاط على الحروف فان هذه الندوة عُقِدت حال وصوله للبيت الأبيض. يعني سبقت اللقاء الموسّع أين تمكن الأردن من طرح أفكاره. وقد تبيّن ذلك من خلال تغريدة الملك على التويتر حيث أعاد التّأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين. ومن خلال ما صرح به وزير الخارجية لاحقا على قناة الجزيرة.
في القاهرة ألغى الرئيس السّيسي زيارته لواشنطن مُفضّلا مواجهة مخطط التهجير بموقف عربي موحّد سيُصاغ في القمة المُرتقبة.
في الرياض، في ساعة متأخرة البارحة، تلا الأمير محمد بن سلمان بيان مجلس الوزراء بنفسه. لغة البيان الشديدة لم نعهدها في السابق إذ تضمنت هجوما على التطرف الصهيوني ورفضًا قاطعا لتهجير الشعب الفلسطيني.
وعليه اعتبر البوغانمي ان هنالك حالة عربية إسلامية رافضة لمشروع تصفية القضية الفلسطينية بصدد التشكّل. ويمكننا القول أننا دخلنا مرحلة جديدة فرضها التماهي الأمريكي مع التوحش الصهيوني الذي يهدّد الأنظمة العربية في وجودها. وهي التي تصدّرت الحرب على المقاومة وراهنت على أوهام التسوية مع عدوّ عنصري إحلالي توسّعي لا تردعه إلا القوة. واليوم جاءت لحظة دفع الفاتورة.
بالمناسبة هذا المشهد له ما قبله. إسرائيل ليست دولة مجاورة، لها خلافات مع الدول العربية بسبب احتلالها لفلسطين. وليست مجتمعًا طبيعيا، له جذور في الجغرافيا والتاريخ. وفيه طبقات وتناقضات. ومتطرفون ومعتدلون، بحيث يمكن التفاهم مع جزء منه ضد الجزء الآخر والوصول إلى حلّ. بل هي مشروع استعماري عدواني ، يستهدف المنطقة برُمتها، لمنع نهضتها ووحدة شعوبها وسيطرتها على مقدراتها. ولذلك يتكرر مشهد سقوط الأوهام في كل مرة.
غولدا مائير رئيسة حكومة الكيان السابقة تقول في مذكراتها: “لولا استنزاف السعودية لمصر وتزعمها الحرب على عبد الناصر ما بين 1954 و 1967 ما كُنّا انتصرنا عليه”.
بعد هزيمة 1967 فُرِض على المنطقة مشروع روجرز. ولم تكسب السعودية ودّ الأمريكان مقابل مساهمتها الفعّالة في هزيمة الخيار الناصري. بل تعاملوا معها بغطرسة المنتصر وشرعوا في ابتزازها ابتزازا منكرا. وهذا ما سيدفع السعودية لتمويل حرب 1973 وإدخال النفط في المعركة.
باختصار، المشهد يتكرّر. والقمة العربية المرتقبة لها أهمية كبيرة. وليس أمام الأنظمة العربية الا خيار رفض تصفية القضية الفلسطينية وتوسيع جبهة الرفض. وهذا يجعلنا نؤجّل فتح الحساب والكفّ عن إدانة قرار القمة قبل أن تنعقد.