تونس – اونيفار نيوز لم يكن حضور محافظ البنك المركزي مروان العباسي أمس أمام لجنة المالية و الميزانية مجرد حضور للإجابة على تساؤلات و استفسارات النواب حول مشروع قانون يتصل ب”السماح” للبنك المركزي بتمويل خزينة الدولة بل شاء تزامن هذا الحضور من اقتراب نهاية عهدته كمحافظ للبنك أن يوفر له هامشا أوسع من الحرية في التقييم و أن يعطي رأيه بأكثر ما يمكن من الوضوح حول إجراء تباينت حوله الآراء و هو ما يجعل من رأي مروان العباسي أشبه بالموقف من المستقبل و هو الذي حرص خلال فترة إشرافه على البنك المركزي على الحفاظ على الحد الأدنى من التوازنات المالية و من كبح النزعة التضخمية خاصة و ان السياسات النقدية غالبا ما تتأثر بالتوجهات الإقتصادية و بممارسات لا سلطة للبنك المركزي عليها.
مروان العباسي كان واضحا في الإشارة إلى أن الزج بالبنك المركزي في تمويل خزينة الدولة قد يفتح الباب على مصراعيه أمام نزعة تضخمية يصعب السيطرة عليها خاصة و أن نسبة نمو الإقتصاد التونسي تبقى لحد الآن ضعيفة و أن سياسات الاقتراض لم تهدف إلى خلق الثروة بل للاستهلاك . و يبقى الرهان على مزيد تفعيل دور السياحة و التصدير في جلب العملة الصعبة و الحفاظ على الحد الأدنى من التوازنات المالية و هو أمر يصعب تحقيقه في المدى القريب.
واضح أن مروان العباسي لا ينظر بارتياح للمستقبل خاصة في ظل غياب امكانية حقيقية لنمو اقتاديعن