اونيفار نيوز – ثقافة توجه الباحث أنس الشابي بنداء عاجل لأنقاذ المخطوطات التونسية الموجودة في دار البناني في شارع باب منارة التي تتعرض الى المتاجرة والمضاربة بأعتبارها تراث وطني .
وهذا نص الرسالة.
إلى عناية السيّدة وزيرة الشؤون الثقافيّة
تحية طيّبة وبعد
سبق لي أن توجهت برسالة لسيادة رئيس الجمهورية نشرتها بتاريخ 30 أوت 2022 حول دور مستراب تلعبه دار البناني التي تمتلك كمّا كبيرا من الوثائق الخطية بجانب نوادر الكتب والمنشورات المتعلقة بتونس، وقد آتت هذه الرسالة أكلها حيث تم إنقاذ مخطوطين فريدين في العالم بنقلهما إلى دار الكتب الوطنيّة وهما:
1) “زهر الربيع في محاسن البديع” لإبراهيم الخراط الصفاقسي
2) “اختصار القدح المعلّى في التاريخ المحلّى” لابن سعيد أبي الحسن بن موسى المغربي.
البارحة عثرت على شريط نشره موقع Brut Afrique يوم 12 جويلية 2023 به حديث مع صاحب الدار محمد البناني رابطه كالتالي:
https://www.facebook.com/watch/?v=270982088857001
لفت انتباهي أنه يتحدث عن ورشة لإصلاح المخطوطات لديه في الدقيقة الثالثة والذي أعلمه منه هو شخصيا أنه اشترى في فترة سابقة أرشيف الشيخ صالح المالقي شيخ جامع الزيتونة المشتمل على وثائق غاية في الأهمية حول دوره في لجان إصلاح التعليم الزيتوني وعلاقاته بالسلطة الحاكمة والإقامة العامة بجانب أرشيفات شيوخ وشخصيات أخرى، وهو ما يتناقض مع القانون المؤرخ في 7 سبتمبر 1967 الذي ينصّ على تجميع المخطوطات بكل أنواعها من المساجد والزوايا والمكتبات العامة واقتناء الأرشيفات والمخطوطات الخاصة التي يمتلكها الخواص وتجميعها جميعها في دار الكتب الوطنية حفظا لذاكرة الأمة وصونا لها من أن تقع في أيدي تجار الآثار الذين لا يتورعون حتى عن بيع جثث موتاهم، واللافت للنظر أن المدعو البناني يتحدث عن العلم والمعرفة ووضع مكتبته على ذمة الباحثين وغير ذلك من ساقط القول، والحال أن الرجل تاجر يبيع الكتب ويبدل بعضها ببعض ليحصل على الأقدم تاريخا والأكثر أهمية والأندر والأعلى سعرا وقد ظهر بعضها في الشريط المصاحب، فالمرجو من الجناب التدخل لإنفاذ القانون بجمع المخطوطات والطبعات النادرة الموجودة في دار البناني وافتكاكها للمصلحة العامة ووضعها في دار الكتب الوطنية لأنها الوحيدة المأتمنة على ذاكرة الأمة.