عناوين بعض الصحف هذا الصباح :” 000 70 قضية صكوك دون رصيد في عام واحد، 12%من التوانسة أصيبوا
بالكورونا، الامطار تتسبب في سقوط السقف وقتل أنيسة، الوضع خطير والرئاسات الثلاث خارج التغطية، 95% نجاح الاضراب العام في باجة والتنسيقية تصدر بيانا، اليوم الصحافيون في يوم غضب، هل المطلوب اصلاح الاوضاع الاجتماعية أو اسقاط الدولة؟ الاحتجاجات تفجّر الجهات، تونس مهدّدة بالخراب…”
إن أغلب حكومات ما بعد 14 جانفي لم تستوعب دقة المرحلة السياسية والاقتصادية ولم تتمكن من استقراء مفهوم سوسيولوجي للحالة المجتمعية التونسية بل هي من نوع الحكومات المضيعة لفرص الإصلاح والتغيير ، كانت أمامها عدّة فرص لتدارك الوضع ، أغلبها عُيّنت بالمحاصصة و”المعارف”، أغلبها اشتغل بدون رؤية واضحة ودقيقة ، كان همّها التعويضات واثقال كاهل ميزانية الدولة بالانتدابات العشوائية بالتوازى مع شراء ‘السلم’ الاجتماعي بكافة الوسائل ودون إدراك لخطورة العواقب، ناهيك عن اثقال كاهل البلاد بالقروض، أو تغطية فشلها في حماية التوازنات المالية بقوانين تكميلية والبقاء في السلطة بمعزل عن مشاغل الناس إلى جانب التسويات السياسية بالتهديد أو الترغيب… كما انهمك مجلس نوابنا الموقّر بقضايا لا تسمن ولا تغني عن جوع ولا صلة لها بمصلحة المواطن، اغلبها حسابات شخصية ضيقة ذات طابع مصلحى (اضاعة أسابيع في النقاش حول جواز السفر الديبلوماسي!) او حزبية ذات طابع مليء بالحقد الاديولوجي على الرأي المخالف حتى وان كان يصب في مصلحة البلاد. معارك المجلس أصبحت مُقرفة ومضجرة تسيء لصورة تونس وتبعث لدى المواطن اليأس والشعور بأن العنف والصراع هو الحل الوحيد.
أقول كل هذا وليست لي لا مطامع ولا طموحات شخصية الا طموح وحيد حفظته عن ظهر قلب منذ نعومة اظافري وهو انقاذ البلاد وحمايتها ورفعتها،
فأنا لست رجل أحد ، ولست مرتبطًا بأي حزب سياسي وليس في قلبي سوى حب تونس ، وعلاقاتي مع الأفراد والمؤسسات والمنظمات والدول مبنية على الدفاع عن مصلحة الدولة التونسية تماما مثلما علّمتني ذلك المدرسة الأم، المدرسة العسكرية.
اعتقد ان الوضع اخطر مما يتصوره البعض و خاصة من هم ممسكون بزمام الأمور لغياب التجربة و المعرفة و سياسة الاكتفاء بذواتهم و عدم تشريك الآخرين أو الاستماع الى الخبرات و الأشخاص ذوي التجربة، لذا أطلب من خلال هذه الصفحة من كل المسؤولين على حال البلاد أن يستفيقوا من سباتهم العميق فالوضع أصبح مخيف ولا يبشّر بخير، لأن البلاد “أمورها تاعبة” والمواطن فقد الامل وأصبح يرى في العنف الاعمى وسيلة للحصول على ما يريد. “الشعبوية” لا تنفع وحبلها قصير كما يُقال. لا يمكن ان تروا ان التعويل على مؤسساتنا الى ما نهاية مضمون، فهذه المؤسسات تعبت وأُرهقت ، المطلوب هو ان تبادروا بأفكار تُنقذ البلاد، وذلك مبتغى الشعب الذي انتخبكم . ليس الوقت وقت نظريات وتصرفات وشعارات أكل عليها الدهر وشرب ، الشعب يريد ان يرى تغييرا في واقعه المعيش، تغييرا يبعث فيه الامل، ويبث في نفوس أبنائه وبناته الامان والثقة ، فيحكم الحاكم بينهم بالعدل ويسير أوضاعهم بكل كفاءة وحزم لما فيه خير كل مواطن من أي طبقة وأي مركز اجتماعي وأي فئة .
فقبل أن تنفلت الأمور، الدعوة للتجميع، ليست دعوة لحوار وطني في استنساخ للتجربة السابقة لان الظرف غير الظرف. فبالرغم من تفهّمي لبعض المطالب اليومية للمواطن مازالت امامنا بعض الفرص رغم صعوبة الوضع، المطلوب الكثير من التعقل و الوطنية العالية و الخالصة لإنقاذ البلاد وبالتالي يجب تشريك كل كفاءات البلاد من الداخل والخارج من دون استثناء او اقصاء (واخطانا من هذا خدم مع المنظومة القديمة، فهو بريء ما دام لم يُقاضى ) في ايجاد الحلول العاجلة (وما أحوجنا لQuick win solutions) والمرور الى ما هو متوسط وبعيد المدى. الصدق والوطنية والكفاءة والموضوعية والابتعاد على المصالح الشخصية والحزبية هي صفات أساسية في نساء ورجال المرحلة، وتونس تزخر بنساء ورجال من أصحاب هذه الصفات ، ممن سوف يعاهدون الله ان لا همّ لهم إلا ان يعود اشعاع تونس والامل والعيش الكريم لأبناءها .
عاشت تونس منيعة .