أونيفار نيوز – القسم السياسي
أثار التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا الكثير من الجدل في العالم ووصلت تداعياته الى تونس إذ نستمع منذ يوم الخميس الماضي إلى بكائيات من “القوى الديمقراطية” على مستقبل الديمقراطية وديكتاتورية بوتين وهي بكائية متناسقة مع المواقف الرسمية لبريطانيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية الذين أطلقوا صفارات الفزع من التدخل في دول أخرى مستقلة ذات سيادة!
ففرنسا التي لم يسلم من تدخلها أي بلد أفريقي خاصة مستعمراتها القديمة والتي تقف وراء أكثر من حرب اهلية ومن أنقلاب والتي جنّدت الناتو للتدخل في ليبيا وقتل زعيمها القذافي أصبحت قلقة مما أتاه بوتين الديكتاتور! أما الولايات المتحدة الامريكية ذات السجل الحافل بتدمير الدول واسقاط الانظمة ليس في أمريكا اللاتينية فقط بل في كل مكان من العالم من أفغانستان إلى الصومال الى العراق أصبحت اليوم تدين التدخل الاجنبي فقد قطعت وحداتها العسكرية آلاف الكلمترات لمواجهة جيش عيديد في القرن الافريقي كما قطعت مثلها أو أكثر لاسقاط النظام الشيوعي في أفغانستان التي عادت إليها مجددا لاسقاط طالبان قبل أن تسلمها البلاد بعد عشرون عاما من الحرب الطاحنة وهي تدين اليوم التدخل الروسي في اوكرانيا بعد ان ساندت التدخل التركي في شمال سوريا وبعد أن احتلت العراق وأسرت رئيسه.
ان هذا الجدل يكشف النفاق والكيل بمكيالين الذي تمارسه القوى الاستعمارية في العالم فتبيح لنفسها ما تمنعه عن غيرها مرددة المثل الشعبي “ما خيبك يا صنعتي عند غيري”.
فبوتين تدخل في اوكرانيا حماية للأمن القومي لبلاده وهو الشعار الذي رفعته الادارة الامريكية في اسقاط انظمة بعيدة عنها جغرافيا وتدين اليوم ما قام به بوتين. ان مواقف امريكا والدول الاوروبية هي ترجمة لخوفها من نهاية ثلاثين عاما من تفردها بالعالم بعد سقوط الدب الروسي واليوم بعد أن أستيقظ الدب فخارطة العالم لن تبقى هي نفسها ولن يتواصل تفرد تحالف الناتو بالعالم.