الأنتخابات البلدية الجزئية التي جرت أمس في مدينة باردو تعد مؤشرا خطيرا على فشل تجربة الأنتقال الديمقراطية و عزلة الأحزاب السياسية الوسطية و غياب الأحزاب اليسارية و نهاية نداء تونس و أستفراد حركة النهضة من جديد رغم خسارتها لنصف الأصوات خلال عام فقط بالمشهد السياسي .
فلم يشارك في الأنتخابات إلا خمسة مائة ألف و 11 و مواطنا و حصدت منهم حركة النهضة النصف من أصواتهم ب2500 صوتا و هذا العدد هو نصف ما غنمته من الأصوات في الأنتخابات البلدية في نفس المدينة خلال عام 2018 !
و هذا يعني أن حركة النهضة بصدد المزيد من خسارة رصيدها بعد مليون و نصف في أنتخابات 2011 لم تنل الا مليون صوتا في أنتخابات 2014 و لم تنل الا نصف مليون في الانتخابات البدلية و ها هي تخسر النصف مرة أخرى !
لكن خسارة حركة النهضة لنصف الذين صوتوا لها لم يؤثر على موقعها كحزب أوٌل و ستستمر هذه الهيمنة طالما أستمر تواصل مقاطعة الناخبين و طالما تواصل تشتت العائلة الوسطية.
فهذا درس جديد قبل تقديم القائمات النهائية تمنحه الانتخابات الجزئية بباردو لكل الأحزاب الوسطية.