-
سيدي الرئيس… لن تجدوا شعبا تحكمونه !
نصف التونسيين في المقابر والنصف الثاني في المهاجر ! -
سيدي الرئيس أفكارك عبثية وعليك أن ترحل حاملا معك منظومة الفشل والتخلف !
الوسط نيوز القسم السياسي وجه الأكاديمي التونسي المقيم في جينيف سامي الجلولي رسالة مفتوحة لاستاذه سابقا رئيس الجمهورية قيس سعيد طالبه فيها بالرحيل لأن الشعب التونسي يموت ولأن أفكاره عبثية لم تقدم أي حل للتونسيين وهذا نص الرسالة:
“سيدي الرئيس، عليكم أن ترحلوا.
أستاذي سابقا، رئيسنا الآن، مع خالص الاحترام الذي أكنه إليك، حان الوقت لترحلوا جميعا… لا يمكن أن ننتظر إلى 2024… إلى ذلك الوقت قد لا تجد شعبا لتحكمه. نصفه يكون قد مات والنصف الآخر قد هرب من البلاد…
سيدي الرئيس، أعرف أنهم يزينون إليك الأوضاع… القريبون منك… كتونسي يؤمن بأن السيادة للشعب وأنا فرد من هذا الشعب…
باسم هذا الحق الدستوري وباسم ما تمنحني إياه مختلف المواثيق الدولية والحقوق الأساسية الكونية أطلب منكم الرحيل…
لا نسألك الرحيل لوحدك…
بل أن تحمل معك منظومة كاملة من الفشل والتخلف… عليك أن تنعم بتقاعدك فهو سيكون مريحا لك… لم تمارس السلطة كرئيس دولة، كسلطة عليا، بل مارستها كمعارض. نظافتك لا تكفي. قد تصلح لأشياء أخرى، لكن، لا تصلح للحكم.
الدولة مسؤولية. بناء الدولة يحتاح إلى فكر… إلى رؤية واضحة… ثم إلى قدرات اقتصادية، ثقافية، اجتماعية وسياسية… فبرنامج تنموي شامل ومتكامل…
مع الأسف سيدي الرئيس. لا فكر لديك ولا مشاريع… قلّبت مختلف خطاباتك وفككت مختلف حواراتك فلم أعثر على خيط واحد يحملنا نحو فكرة واحدة… كثيرا ما أسأل: لماذا أنت هنا ؟
وكيف وصلت إلى هنا ؟ لا يمكن الاطمئنان لأفكارك، لأنها عبثية، شعبوية وغير آمنة. فأنت لا تطرح برنامج دولة بل كل ما تسعى إليه هو تنفيذ بند صغير وقع استنساخه من أنظمة سياسية جرّبت ففشلت. بند الشعب يريد… هكذا بصفة مطلقة…
الشعب يريد… دون ضوابط أو تقييد… علينا الإقرار بحتمية سادية وهي أنك مهووس بالسلطة… قبضتك على حافة الكرسي وأنت تخطب في ضيوفك توحي بذلك… هذا واضح في علاقتك بالشعب، بالأحزاب وحتى بمستشاريك…
فأنت نسخة معدّلة من الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي… سيدي الرئيس، الناس لا يمكنهم العيش وفق أفكار نمطية، مبهمة وغارقة في السفسطة.
الناس في حاجة إلى مشاريع تنموية ومشاريع أمنية ومشاريع ثقافية… الناس في حاجة إلى الفرح والأمل…
الناس في حاجة إلى العيش في سلام، في دولة نظامها ديمقراطي، اقتصادها قوي كشأن الديمقراطيات العتيدة… سبدي الرئيس، لا برنامج أفقي لديك قادر على الإقلاع بتونس…
نفس الشيء ينطبق على مختلف مكونات المشهد السياسي من حكومة، مجلس نواب، أحزاب ومنظمات مجتمع مدني… لم تخرجوا من الممارسات الكلاسيكية للسلطة… أنتم حبيسون قوالب حكم انتهى عهدها…
فقط مجرد أفكار عبثيّة وجمهورها عبثي… لذا، حان الأوان لطي صفحة كاملة من الفشل وترك السلطة لجيل جديد من الساسة، من رجال الاقتصاد ومن المهندسين… تونس لا يمكن أن نبنيها دون مشاركة مهندسيها في مختلف الاختصاصات…
تونس في حاجة إلى مسطرة وقلم رصاص للبناء من جديد… سيدي الرئيس، عهدكم انتهى وحان الوقت لتتركوا للأجيال الجديدة بناء تونس…
سامي الجلّولي، سويسرا، في 21 جويلية 2020”