أونيفار نيوز – ثقافة التقى جمهور قاعة سينما مسرح الريو ظهر السبت مع الدكتورة آمال قرامي أستاذة الدراسات الحضارية ودراسات الجندر في جامعة منوبة لتقديم العدد الرابع من المجلة المحكمة ” عدسات جندرية ” التي أسستها قبل عامين وخصصت العدد الرابع للفلسطينيات في مواجهتهن للأحتلال وصدر تحت عنوان ”حيوات الفلسطينيّات مهمّة” ويتضمّن مجموعة من المقالات
اللقاء الذي أنتظم في أطار المقهى الثقافي حضره عدد من الطلبة وطلبة الماجستير والدكتوراه خاصة الذين تفاعلوا مع المبحث الذي خصصته المجلة وهي ” حيوات الفلسطينيات ” بعد عام من الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة وتضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي:
-النسوية الفلسطينية : واقعها وآفاقها”لزهيّة جويرو أستاذة الدراسات الحضارية بالجامعة التونسية تناولت فيه تاريخ الحركة النسويّة الفلسطينية وواقعها الذي تؤثر فيه مجموعة من العوامل كطبيعة النظام البطريكي وخصوصية تجربة الاحتلال وسياق المقاومة الوطنية يُضاف إلى ذلك التحديات الناجمة عن دور المنظمات الدولية والمؤسسات المانحة التي تسيّج العمل النسويّ وتجرّده من بعده السياسي. وقد رصدت ‘جويرو’ آفاق النضال النسويّ مقدّمة مجموعة من المقترحات العملية من أبرزها اعتماد التقاطعية والديكولونيالية.
-المقال “حضور الفلسطينيات في مجال الرعاية : تحليل نسويّ في ظلّ النزاعات السياسية” للمصرية إكرام البدوي الباحثة في الفلسفة ودراسات المرأة. وقد اهتمّت فيه الباحثة بالنظر في أشكال الصمود اليوميّ وطرائق مواجهة الفلسطينيات للتحديات في مجال الرعاية متسائلة إلى أيّ حدّ يمكن التباحث حول قضايا المساواة الجندرية في مجال الرعاية في سياق الحرب والصراع من أجل البقاء؟ ولم يفتها التطرّق إلى اقتصاد الرعاية وتعدّد أدوار النساء وكثرة اعبائهن في سياق الإبادة فضلا عن بيان واقع سقطت فيه أقنعة الغرب وتجلّى فيه تناقض المعايير.
والمقال الثالث ‘الطفلات الغزّاويات في ظلّ الحرب: عندما تصبح الأدوار الاجتماعية لعبة من لعب الأطفال” للباحث التونسي المنصف سالم في جامعة Paul Valéry-Montpellier3،بفرنسا وهو بحث في التحولات الطارئة على هويّة الطفلة الغزّاوية من حيث الوعي والنضج وقد سعى الدارس إلى الكشف عن أشكال المقاومة والتمكين في مرحلة الطفولة وإبراز الأدوار الجديدة التي اضطرت الطفلات إلى القيام بها في سياق حرب الإبادة وواقع القهر فإذا بالطفلة ترعى الرضّع والجرحى والأخ المعاق وغيرهم متحديّة الأعراف الاجتماعية والجندرية ومتناسية في الوقت ذاته، احتياجاتها ومشاعرها وحرمانها من فرص الاستمتاع بالطفولة والتعليم.
و المقال الرابع “حرب تدار داخل أرحام النساء الإنجاب وسيلة استطيان صهيونية وفعل مقاومة فلسطينية” للباحثة التونسية في الدراسات الجندرية والصحفية خديجة السويسي. وقد تعرّضت فيه إلى سياسات الاستيطان ووعي المحتل بضرورة توظيف الإنجاب وأدلجته من أجل القضاء على الوجود الفلسطينيّ. وقد تجاوز التحكّم في جنسانية النساء وأجسادهن الإسرائيليات ليشمل الفلسطينيات وبذلك يغدو العنف الممارس عليهن أداة فعّالة من أجل الهيمنة وتحقيق استراتيجية الإبادة .وقد ترتّب عن هذه السياسات العسكرية وعي الفلسطينيات بالرهانات والتحديات وبأنّ الإنجاب قد تحوّل بالنسبة إلى أغلب الفلسطينيات فعل مقاومة وبقاء.
اما المقال الخامس “النساء الفلسطينيات وفرادة المقاومة: الإنجاب أنموذجا” للباحثة التونسية في دراسات الجندر صالحة الحيّوني وقد ركّزت فيه على أشكال غير مرئية للمقاومة الفلسطينيّة النسائية إذ قلّما تناول الإعلام والدارسون أشكال الصمود اليوميّ للنساء في حرب الإبادة وقلّما حلّلوا معاناة الأمّهات والجدّات وغيرهنّ . كما أنّهم همّشوا تجربة الحوامل وأسباب تحوّلهن إلى هدف استراتيجي في سياسات الاستيطان والإبادة. وقد سعت الباحثة إلى طرح مجموعة من الأسئلة “المحرجة ” والمسكوت عنها لأسباب أيديولوجية ودينية وسياسية وغيرها.
يبدو العدد الجديد مثيرا للجدل ومحفّزا على إعادة التفكير في القضايا المتعلّقة بالحركات النسويّة العربية المعاصرة وأشكال تفاعلها مع حرب الإبادة وسرديات تروّج لها النسويّة البيضاء وغيرها.