اونيفار نيوز – ثقافة كتب نورالدين بالطيب ضمن سلسلة أطروحات التي تصدرها دار زينب صدر كتاب جديد للدكتورة صبرين الجلاصي بعنوان “العابرون ” : دراسة سوسيوأنتربولوجية في ظاهرة التحوٌل الديني من الإسلام إلى المسيحية في تونس .
هذا الكتاب هو في الاصل أطروحة دكتورا وهذا الكتاب ربما هو اول بحث يرصد ظاهرة تحول عدد من التونسيين إلى أعتناق المسيحية رغم نشأتهم في عائلات مسلمة .
الكتاب فيه ثلاثة أبواب وهي مناهج البحث ومفاهيمه والتاريخ المسيحي والتنصيري في تونس من الميلاد إلى حدود الأستقلال والباب الثالث الحراك التنصيري من بعد الأستقلال إلى الوقت الراهن (تطوير الأساليب وإشكاليات التعدد والتعايش ).
وقامت الباحثة برصد شهادات بعض المتحولين إلى المسيحية وترى الباحثة ان هذا التحول يندرج ضمن ” ظاهرة عالمية تنشط في جهات كثيرة من العالم منها تونس وذلك ضمن حراك منظم ومهيكل ومدعوم ماديا من المجمع المسكوني العالمي إضافة إلى الانظمة الامبريالية العالمية “.
بعد تحديدها لمناهج البحث ومفاهيمه التي أعتمدتها مثل مفهوم التبشير والتنصير والأستشراق والاقليات أستعرضت الباحثة الوجود المسيحي والتنصيري في تونس من ميلاد المسيح إلى أستقلال البلاد وتوقفت عند دور المسيحيين في العهدين الحفصي والحسيني وخاصة في عهد حمودة باشا ثم توقفت عند حركة التنصير زمن الأستعمار الفرنسي.
في الكتاب أيضا تحدثت الباحثة عن تمثلات المجتمع التونسي للعابرين دينيا والتعايش الحذر في المجتمع وإشكالية الهوية .
وخلصت الباحثة صبرين الجلاصي إلى مجموعة من الأستنتاجات منها ” ان الجماعات المسيحية بأختلاف طوائفها تنغلق على مجموعاتها وتؤسس تماثلا في وحدتها التي عليها تبني تماثلا في نظامها الثقافي وهذا النظام الثقافي يخلق سلطة رمزية تنبني فيها مقومات الضبط الأجتماعي ،الاندماج الأجتماعي ،والاهم التضامن الأجتماعي وبالتالي إعادة أنتاج نظام أجتماعي خاص أستنادا إلى هذه المقومات وبعيدا عن ثقافة الجماعة ذات الأغلبية “
هذا الكتاب يلقي الضوء على ظاهرة التحول الديني في تونس وهي ظاهرة محاطة بالكثير من التكتم الأجتماعي .