منظومة تسيير مؤسسة التلفزة في قفص الاتهام
يتواصل التحقيق الإداري داخل مؤسسة التلفزة التونسية لتحديد المسؤوليات في خصوص البرنامج الديني الذي تم بثه في اليوم الاول من شهر رمضان المبارك و هو برنامج قديم يعود تاريخه الى سنة 2004 بعنوان نفحات رمضانية.
و لئن يبدو من خلال سير التحقيق تعدد محطات الخلل الذي أدى الى تمرير هذا البرنامج كاملا دون ان يتفطن أي كان من أعوان قاعة البث النهائي أو المسؤولين الى مقدمته التي حملت تهنئة طويلة للرئيس بن علي و حرمه بمناسبة حلول شهر الصيام، فاستمر البرنامج حتى نهايته التي حملت مديحا آخر لبن علي و حرمه.
و يتساءل المتابعون للشأن التلفزي عن السبب الذي جعل التلفزة تبلغ هذا الحد من التسيب و اللامبالاة و خصوصا في أمر يتعلق بأحد المهام الأساسية في العمل التلفزي اليومي .
و يقول عدد ممن اتصلنا بهم أن اعفاء لزهر فارس مدير القناة الوطنية الاولى من مهامه بعد هذا الحادث يعود إلى كونه مكلفا في ذات الوقت من رئيس المؤسسة بتسيير القناة الوطنية الثانية. و يتساءل آخرون عن سبب تكليف مدير القناة الاولى بتسيير الثانية و الحال أنه تم في 11 افريل الماضي تكليف منية ذويب بإدارة القناة الوطنية الثانية وفق مذكرة رسمية.
و علمنا من مصادرنا أن رئيس المؤسسة طلب من المديرة الجديدة عدم الإشراف على تسيير القناة بأي شكل كان و التفرّغ لإعداد مشروع إنشاء القناة الاخبارية التي ستعوض القناة الثانية في حل إقرارها. و لكن رئيس المؤسسة لم يوفّر الآليات الكافية للقيام بهذه الدراسة من حيث فريق العمل و الخبراء. كما أن اختياره على منية ذويب لم يكن صائبا باعتبار عدم ممارستها للعمل في الأخبار منذ 2011 و تجاوزتها تقنيات حديثة في هذا المجال.
و يقول مطلعون على شأن التلفزة التونسية ان ما حصل لا يتحمل مسؤوليته شخص بعينه و إنما مردّه منظومة تسيير فاشلة تتكرّر منذ سنوات و حتى البرنامج الذي تقدم به الى الهايكا الرئيس المدير العام الحالي لسعد الداهش لم يكن برنامجا عمليا لحل مشاكل التلفزة و إنما هو برنامج نظري أكاديمي. و قد اختارته الهايكا ليس لقيمته و إنّما لاعتبارات خارجة عن نطاق التناظر بين المترشحين.
و يذهب كثيرون نحو تأكيد هذا البعد الخارجي خصوصا و أن الرئيس الحالي للمؤسسة كان يحمل مانعا كبيرا يجعله غير مؤهل لتولي المنصب حيث كان رئيس شعبة التجمع الدستوري الديمقراطي في التلفزة التونسية سنة 2010 إضافة إلى اشتغاله مع وكالة الإتصال الخارجيفي قناة ANB اللبنانية و التي اشتغل بها أيضا برهان بسيس و ايهاب الشاوش المدير الحالي للانتاج في التلفزة التونسية.
و ينتظر الجميع مآل التحقيق الإداري في بث البرنامج المادح لبن علي و حرمه في اليوم الأول من رمضان و يأمل كثيرون ان يعاد الإعتبار الى فارس لزهر مدير القناة الوطنية الاولى و يعود الى سالف نشاطه حيث إن ما جرى مرتبط بمنظومة تسيير لم ينجح رئيس المؤسسة في الارتقاء بها الى ما ينفع العمل التلفزي و إنما اهتم منذ تعيينه بمسائل اخرى منها المشاركة كمؤطر في دورات تكوينية.