كشف الستطلاع الرأي حول نوايا التصويت الذي أنجزته مؤسسة سيغما كونساي عن مؤشر خطير له دلالاته الكبيرة المتصلة بتقييم التونسيين لعشر سنوات من الثورة إذعبر 75 بالمائة عن عزوفهم عن التصويت وهذا يعني أن كل الأحلام والآمال التي حملها التونسيون بعد سقوط النظام السابق قد تبخرت إذ كان الأقبال على أنتخابات 2011 كبيرا ثم تراجع في 2014 و 2019 لكنه لم يصل إلى النسبة التي أعلنتها سيغما كونساي التي كانت أستطلاعاتها في كل الأنتخابات السابقة أقرب للحقيقة وهو ما يمنح هذه الأرقام مصداقية تجعلها أقرب إلى الواقع وتجعل نسبة الخطأ ضعيفة.
إذن بعد عشر سنوات من سقوط النظام السابق فقد التونسيون الثقة في الطبقة السياسية وصعود الحزب الدستوري الحر الذي يمثل النظام السابق وحفاظه على المرتبة الأولى في نوايا التصويت مؤشر حقيقي على فشل منظومة 14جانفي التي كانت حركة النهضة أكثر مستفيد منها فقد حصد الحزب الدستوري الحر أكثر من ضعف الأصوات التي حصلت عليها حركة النهضة وهو فارق غير مسبوق يذكرنا بتقدم حركة النهضة في 2011 بعد حملة الشيطنة الكبيرة للنظام السابق ورموزه مقابل سردية المظلومية التي روجت لها حركة النهضة والمتحالفين معها والمتعاطفين أيضا.
هذه الأرقام التي كشفها أستطلاع سيغما كونساي تؤكد حقيقة تتجاهلها بعض الأحزاب خاصة المحسوبة على اليسار والوسط وهي أن الحزب الدستوري أصبح يمثل حالة سياسية في البلاد ولا يمكن تجاهله في أي ترتيبات سياسية كما يؤكد فشل منظومة 14جانفي التي لم تحقق أي منجز عملي للتونسيين.