بالرغم من الإجراءات الوقائية المشددة في السجون التونسية المتمثلة أساسا، حتى لا يكون فيروس “كورونا” بدره سجينا داخل أروقة “المرناقية”، في تخفيف نسبة الاكتظاظ من خلال العفو الرئاسي الخاص، وأيضا إخضاع المساجين الجدد إلى الحجر الصحي قبل الاختلاط ببقية المساجين، والتخفيض من الزيارات. لكن في المقابل، فإن هذه الإجراءات الصارمة لم تمنع الفيروس بأن يكون زائرا داخل أروقة المرناقية أكبر سجن في تونس من حيث عدد الموقوفين والمساجين والمساحة أيضا، حيث تم تسجيل إلى حدود يوم الثلاثاء 29 سبتمبر 2020، إصابة 34 سجينًا على الأقل، وأيضا 5 من أعوان السجون. وأمام تزايد الشكوك وتجنب تكرير سيناريو السجون المغربية، تم إخضاع أكثر من 90 سجيناً و39 عونًا للحجر الصحى.
الإدارة العامة للسجون والإصلاح حاولت سريعا تفادي المسألة، من خلال التأكيد على أن الوضع الصحى العام مستقر في السجن، حيث تمت إحالة السجناء الجدد إلى وحدات سجنية أخرى لتخفيف الضغط على سجن المرناقية.
خطورة تفشي الفيروس في مكان مغلق يضم قرابة 12 ألف سجينا، موزعين بين 100 و120 سجينا في الغرفة الواحدة، قد يصيب كافة المساجين مع العلم أن الأمراض والأوبئة دائما ما تهيمن على المساجين كـ”البق” و”الغال” وغيرها من الظواهر التي لم نعرفها على أرض الواقع منذ الستينات.